طلب الإبن من أمه أن تعطيه مبلغا من المال خفية عن أبيه بعد أن استهلك مصروفه الأسبوعي، ولكنها رفضت لعلمها أن سوف يصرفها فقط على ألعاب الفيديو وشراء الحلوى التي يحبها.
استبد الغضب بالابن لما رأى من ظلم أصابه، وفي المساء وعندما كانت الأم في المطبخ تعدّ العشاء، وقف الإبن أمامها وسلمها ورقة أعدها مسبقا.
بعد أن جففت الأم يدها أمسكت بالورقة
وقرأت المكتوب :
سعـر تنظيف غـرفتي لهذا الأسبـوع = 40 دينارا
سـعر ذهـابيللسـوق مـكانــك = 40 دينارا
سـعر اللـعب مــع أخي الصـغير= 30 دينارا
سـعر مساعـدتي لك في تنظيف البيت = 20 دينارا
سعر حصولي على علامات ممتازة في المدرسة = 70 دينارا
المجموع: 200 دينارا
وفوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه
نظرت الأم إلى ابنها الواقف بجانبها، ابتسمت في حنان والتقطت قلماً وقلبت الورقة وكتبت:
•سعر التسعة أشهر التي حملتك بها في أحشائي= بلا مقابل
•سعر الحليب الكامل الذي أرضعتك أياه عشرون شهرا= بلا مقابل
•سعر تغيير الحفاظات وتنظيفك لِسِتّ سنوات= بلا مقابل
•سعر كل الليالي التي سهرتها بجانبك في مرضك ومن اجل تطبيبك=بلا مقابل
•سعر كل التعب والدموع التي سببتها لي طوال السنين= بلا مقابل
•سعر كل الليالي التي شعرت بها بالفزع لأجلك وللقلق الذي انتابني= بلا مقابل
•سعر كل الألعاب والطعام والملابس إلى اليوم= بلا مقابل
يا ابني، حين تجمع كل هذا فان سعر حبي لك
بلا مقابل
حين انتهى الابن من قراءة ما كتبته أمه، اغرورقت عيناه بالدموع، ونظر لأمه وقال:
«أمي سامحيني.. احبك كثيراً».
ثم أخذ القلم وكتب بخط كبير:
«دين لا يمكن رده»