شتاء ملبد بالوجوم .. وقف الشتاء .. تنتابه دهشة الغياب ويلف جيده صمت الأيام, يعلن هجرة الفرح رغم حضور عزف زخات المطر، ورقص عصافير الكون على أوتار خضرة المكان.. يتساءل ساخراً عن رحلته بين غيوم وسحب مجدولة بين العواصف والصقيع .. هل ستنجح خطاه في انبعاث الحياة بعد أن اعتصرها الألم تحت سطوة الجلاد ؟!
شواطئ صيف لعين ..
حين غادر الصيف كرنفال تكريمه على شواطئ المصطافين ترك ابتسامة ساخرة على شواطئ الرحيل .. فهناك من غرد عزف أفراحه على رماله الناعمة ، وآخرين دثروا براءة أكبادهم بعد أن خفتت أصواتهم تحت أمواج غادرة ، تركت لهم جرحاً نازفاً يقارع أطلال الليالي وتركتهم يتوسدون فراش الأحبة بعد الرحيل, ربما يعلنون في أحشائهم ثورة على الغدر, ومن نال من أظافر البراءة الناعمة ..حقاً كان صيفاً ثقيل !!
ثورة الخريف ..
في ذاك الخريف كانت زوبعة التراب المغبرة الصفراء تطارد فرحة النهار.. التي كانت تجوب الكون وتعصف بمن يقف في وجه زفافها المجنون .. وكانت تعلن غضبها لمن يعلن التحدي لتحطم أضلع المستاءين والمتسائلين !! ولكنها مضت دون ان تسجل كلمة انتقام على سجلات الليالي .. رغم غضب كل أسود ونمور المكان بعد أن احكم الجلاد قفص الظلم ليصبح هو طاغوتا, يتحدى كرامة خالق الكون وباعث الحياة ويختزل العبادة كما يريد ويشطب التسبيح بين الصلوات ولتصبح صلاة بلا تجويد.
في الربيع ..
كانت كل فراشات المكان تحلق بين الأزهار الذابلة وهي محطمة الجناح بفعل اللعنة التي طاردتها لأنها كانت وليدة لرحم أب غير شرعي بين عفوية الدراويش !!