لدي ما يكفي من الوقت
لأنقذ الوقت
أو أهزمه
و ما يكفي لأبعد الذكريات
لكرم يحمل الحلم المؤجل
.. لأرض تُكمل المد السماوي
و تنقذ الجرح المكبل
.. لطير يلون الأفق الممزق
ويهجر الدنيا لقسوتها
لزهرة أهملتها فقتلتها ثم بكيتها
لدي ما يكفي من الوقت
لأحمل الدنيا على كتفي و أقذفها الى المهملات
مع بعض أعوام عمري
و ستين عاما من الهم
ولا أدري من الأيام ما يكفي
ليبشم المحتل من ألمي
لدي ما يكفي من الوقت
لأذكر أمي
صباحَ مساء
و كلما أصغيت للريح البعيدة
و قلت للماضي انتظر يوما و أجل رحلتي
لينقص من شوقي القليل
لدي ما يكفي من الوقت
لأحيا سعيدا
و لو كنت بعيدا
رغم سبعة أيام من الأسبوع
لأكمل نقص المعاني
و أكتب شعرا لليائسات
ثم أموت على أسوار عكا
عادا لا زائرا
لدي ما يكفي من الوقت
لأصبح شبحا
يُشبع الأحلام من عبق المكان
و يُرجع الذكرى لصاحبها
ثم يموت من فيض الكلام
وما يكفي من الوقت
لأرسم نفسي عند أقرب زهرة في بلدي
و أرسم في مدى المعنى مئات العابرين
دون ملابس الجيش الغريب
أو بعض أنواع الذخيرة
ثم يمتد المدى
فأرسم شجرا
يحرس الماء المعتق في شمالي خاطري
ثم يمتد المدى
فأرسم بحرا
يملك الدنيا و يعصرها
لتظهر أحلى في عيون العاشقين
ثم يمتد المدى
ليقطف الفلاح زيتونا
دون اذن العابثين في صمت المكان
سأرسم في المدى من غادروا الدنيا
وعادوا باسمين
وسجنا عاري القضبان
تسكنه الطيور كما تريد
و قرية لم يُبد أهلها
و لم تُزل دورها
و حائطا للبراق
لا للبكاء
لدي ما يكفي من الوقت
لأنقذ وقتي
و أوقف الشعراء
عن نَظم الرثاء.
وطن