[b][color=blue][center]
صورة تعكس الفقر- لا علاقة لها بالقصةنابلس- معا- اصطحبت الحاجة "أم بستان" ( 70 عاما) زوجها ( 80 عاما) منذ ساعات الصباح الباكر اليوم الثلاثاء من قرية عورتا الى الجنوب من نابلس وامسكت بيده اليسرى لتساعده على الثبات خلال المشي لانه امسك باليد اليمني بعصاه التي تساعده اكثر على السير ببطء من شارع الى شارع حتى يصل الى مقر بنك فلسطين وسط مدينة نابلس، ليحصلا على منحة الاتحاد الاوروبي المالية، والبالغه 1000 شيقل والتي تصرف لاكثر من 49 الف عائلة فقيرة بفلسطين في وقت واحد، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية كل ثلاثة اشهر.
"أم بستان" تحاول في كل مرة أن تكون اول من تحصل على هذه الاموال من البنك حتى توفر تعب المكوث ساعات طويلة امامه في حر الصيف، وحتى تستطيع أن تشترى كل مستلزماتها الشهرية من طعام وشراب باكرا من المدينة، وتعود ادراجها الى قريتها التي تبعد 12 كيلو مترا عن نابلس، ولكن منذ أكثر من عام وهي تحاول ان تكون اول المستلمين، ولكن في كل مرة تفشل فشلا ذريعا رغم انها تخرج باكرا اكثر من المرة السابقة، ولكن تتفاجأ بان مئات العائلات قد سبقوها ايضا، وتبرر ذلك بالقول بان الجميع ينتظر منحه الاتحاد الاوروبي بفارغ الصبر والجميع يحاول أن يكون أول المستلمين.
تعيش "أم بستان" مع زوجها في بيت صغير لا يتجاوز مساحته 40 مترا في قرية عورتا جنوب نابلس لوحدهما، بعد ان تزوج اولادهما الاثنان ورحلا عنهما في بيت اخر وكانا يقدمان لهما المساعدة بين حين واخر حتى وقعت الفاجعة واصيب اولادهما الاثنان معا في حادث سير اضطرهما ان يمكثا في البيت دون عمل حتى الان منذ سنوات طويلة.
تقول ان اليوم الذي نستلم به هذه الاموال "منحة الاتحاد الاوروبي" هو بالنسبة الينا يوم عيد حقيقي، فنحن ننتظرها بفارغ الصبر كل ثلاثة أشهر فنعمل على شراء مستلزماتنا الاساسية، فليس لنا دخل اخر سوى 20 دينارا اردنيا ناخذها كل شهر من لجنة الزكاة وهما لا يكفيان شيئا.
وطالبت "أم بستان" بصرف هذا المبلغ بشكل شهري أو على الاقل زيادة المبلغ الى الضعف حتى يتمكنوا من توفير مستلزمات حياتهم الرئيسية، مؤكدة انها تحصل على هذا المبلغ منذ اكثر من عام وتستخدم جزءا منه في توفير الدواء لزوجها المريض واحيانا تساهم منه بتوفير متطلبات رئيسية لاولادهما اللذين لا يستطعان العمل بسبب الحادث الذي اصابهما منذ سنوات.
"أم بستان" و"أبو بستان" قدما شكرهما للاتحاد الاوروبي على هذه المساعدة المالية، واللذان تمنيا استمرارها وزيادتها ككل العائلات التي كانت متواجدة بالمكان، ولكن عند سؤالنا لهما هل تعرفان الاتحاد الاوروبي الذي يقدم هذه الاموال لكما؟ قالت "أم بستان": "[color=red]امانة يا ابني اذا شفتوه سلم عليه وقوله يدير باله علينا[/color]؟".[/center][/color][/b]