حاخام مستوطنة "كريات أربع" قام بتكريم الجندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي لإطلاقة النار على الشاب الفلسطيني أسامة مسودة قبل أيام، الشاب الذي تم دهسه بعد عملية إطلاق النار عليه من قبل مستوطن إسرائيلي أمام شاشات الكاميرات دون خوف أو وجل بعد أن أصيب بست رصاصات من الجندي الذي تم تكريمه من قبل الحاخام اليهودي.
قبل شهور ثارت ثائرة دولة الاحتلال الإسرائيلي لنية الرئيس الفلسطيني تكريم خمس أسيرات فلسطينيات قضين عدد من السنوات في السجون الإسرائيلية، واعتبرت دولة الاحتلال أن خطوة الرئيس الفلسطيني تعتبر دعم وتشجيع للإرهاب على حد تعبيرهم، مع عدم وجود شبه أو أية مقارنة بين محاربات من أجل الحرية، وبين جنود ومستوطنين قتله.
وتكريم القتلة والمجرمين في دولة الاحتلال الإسرائيلي ليس بالأمر الجديد، ويكفي أن نعرف في هذا المجال أن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي "إيهود براك" يحمل خمسة أوسمه عسكرية نتاج جرائمه الكبيرة والعديدة التي ارتكبها ضد الشعب الفلسطيني بشكل خاص، وضد شعوب المنطقة العربية بشكل عام.
واليوم تصمت دولة الاحتلال الإسرائيلي ومؤسستها الأمنية والسياسية، وأجهزتها الإعلامية أمام هذه الجريمة، ومن خلفها يصمت العالم الذي يسمي نفسه بالحر والديمقراطي والحريص على حقوق الإنسان، ولو تم هذا الفعل في مكان غير دولة الاحتلال الإسرائيلي لتداعت الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها الاتحاد الأوروبي، والمؤسسات الدولية لإدانة مثل هذا العمل، ولاعتبر تهديد للسلم والأمن في العالم أجمع.
هذه الحادثة تأتي لتؤكد المقولة أن حقوق الإنسان والقيم الإنسانية يصبح لها معاني وتفسيرات مختلفة عندما يكن الأمر يتعلق بغير الأمريكان والأوربيون واليهود، وإلا ما معنى الصمت على ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي، وقطعان المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني من مجازر وجرائم منذ إحدى وستون عاماً دون حساب أو عقاب ضد المنطقة العربية بأكملها.