.... قصيدة أبكت الرجال والنساء والأولاد ...
كانت صبيحة العيد . الجميع قد ارتدوا ثيابهمالجديدة وذهبوا إلى المساجد فرحين.
قصدنا المسجد فإذا هو مكتظ بالرجال والنساءوالأولاد .
حان وقت الصلاة كبّر الإمام وصلّينا صلاة العيد ثمّ ألقى عليناالتحية
فسكت الجميع وأنصتوا له .
بعد أن حمد الله تعالى اخذ يتحدث عن اطفالفلسطين ومآسيهم وألقى علينا تلك القصيدة الرائعة :"غب يا هلال "
فتسألت لماذا ؟وإذا بتلك الفتاة في هذه القصيدة تروي آلامها قائلة:
"أنا طفلة عربية فارقتُأسرتنا الكريمة لي قصّة دموية الأحداث باكيةٌ
أليمة" غاب صوت الشيخ عنّا لم نعدنسمع سوى صوت البكاء الذي قد ملأ المسجد . نظرت يمنة ويسرة فإذا بالنساء تبكي حتّىأنّ صبيّاً لم يتجاوز العاشرة بكى . أتراه أدرك أنها طفلةٌ مسكينة تتوجع ؟؟ومعظمالرجال من المسلمين نائمون .
لقد أبكانا هذا الشيخ وبكى ثمّ عاد ليتابع الخطبة .
وفي النهاية أخذ يدعو للأسرى والمجاهدين ويدعو أن يفك الله أسر فلسطين ، وصوتبكاء الرجال يتعالى وهم يرددون آمين.
لقد أحسست حينها أننّا جسدٌ واحد وروحواحدة ، دعونا الله من قلوبنا.
بارك الله بك أيها الشيخ حتى في يوم العيد
لمتنس الأسرى والمجاهدين
لم تنس الثكالى والمحتاجين
لم تنس أنّ لنا في بقاعالأرض إخوةُ لنا مستضعفين
فخرجت من المسجد والدموع تملأ وجهي دون أن أهنىء أحدابالعيد
وكأني شعرت أنّ الهلال قد غاب عن!ا فعلاً.
أي عيدٍ هذا وأخواتنايُغتصبن
أي عيد هذا والرجال يُهانون ويُؤسرون
أي عيد غِبْ يا هلالْ
إنِّي أخاف عليك من قهر الرِّجالْ
قِفْ من وراء الغيمِ
لا تنشر ضياءَ كفوْق أعناق التِّلالْ
"غِبْ يا هلالْ
إنِّي أخافعليك من قهر الرِّجالْ
قِفْ من وراء الغيمِ
لا تنشر ضياءَ ك فوْق أعناقالتِّلالْ
*********
غِبْ يا هلالْ
إني لأخشى أنْ يُصيبَكَ
- حين تلمحنا - الخَبَالْ
أنا – يا هلالْ
أنا طفلةٌ عربيةٌفارقتُ أسْرتنَا الكريمَةْ
لي قصةٌ
دمويَّةُ الأحداثِ باكيةٌ أليمة
**********
أنا – يا هلالْ
أنا مِن ضَحايا الاحتلالْ
أنا مَنْوُلِدْتُ
وفي فمِي ثَدْيُ الهزيمَهْ
شاهدتُ يوماً عنْدَ منزِلِنا كتيبَهْ
في يومِها
كانَ الظلامُ مكدَّساً
مِنْ حول قريتنا الحبيبةْ
فييومِها
ساقَ الجنودُ أبي
وفي عيْنيه أنهارٌ حبيسَهْ
وتَجَمَّعَتْ تِلْكالذِئَابُ الغُبْرُ
فْي طلبِ الفريسَهْ
ورأيتُ جندِّياً يحاصر جسم والدتي
بنظرته المُريبَهْ
مازلتُ أسْمع – يا هلال –
ما زلتُ أسمعْ صوتَ أمِّي
وهي تسْتجدي العروبَهْ
ما زلتُ أبصر نصل خنجرها الكريمْ
صانتْ بهالشرَفَ العظيمْ
مسكينةٌ أمِّي
فقد ماتتْ
وما عَلِمتْ بموْتتهاالعروبَهْ
إنِّي لأَعجب يا هلالْ
يترنَّح المذياعُ من طربٍ
ويَنْتعِشُالقدحْ
وتهيج موسيقى المَرحْ
والمطربون يردِّدون على مسامعنا
ترانيمالفرَحْ
وبرامج التلفاز تعرضُ لوحةً للْتهنئَهْ
( عيدٌ سعيدٌ يا صغارْ )
والطفلُ في لبنانَ يجهل مـنْشَأهْ
وبراعم الأقصى عرايا جائعونْ
والّلاجئونَ
يصارعوْن الأوْبئَهْ
غِبْ يا هلالْ
قالوْا :
ستجلبُ نحوَنا العيدَ السعيدْ
عيدٌ سعيدٌ ؟؟!
والأرضُ ما زالتْمبلَّلَةََ الثَّرى
بدمِ الشَّهيدْ
عيدٌ سعيدٌ في قصور المترفينْ
هرمتْخُطانا يا هلالْ
ومدى السعادةِ لم يزلْ عنّا بعيدْ
************
غِبْ يا هلالْ
لا تأتِ بالعيد السعيدِ
مع الأَنينْ
أنا لا أريد العيد مقطوعَ الوتينْ
أتظنُ أنَّ العيدَ في حَلْوى
وأثوابٍجديدَهْ ؟
أتظنُ أنّ العيد تَهنئةٌ
تُسطَّر في جريدهْ
*************
غِبْ يا هلالْ
واطلعْ علينا حين يبتسم الزَّمَنْ
وتموتُ نيرانُ الفِتَنْ
اطلعْ علينا
حين يُورقُ بابتسامتنا المساءْ
ويذوبُ في طرقاتنا ثَلْجُ الشِّتاءْ
اطلع علينا بالشذى
بالعز بالنصرالمبينْ
اطلع علينا بالتئام الشَّملِ
بين المسلمينْ
هذا هو العيدالسعيدْ
وسواهُ
ليس لنا بِعيدْ
************
غِبْ يا هلالْ
حتى ترى رايات أمتنا ترفرفُ في شَمَمْ
فهناكَ عيدٌ
أيُّ عيدْ
وهناكيبتسم الشقيُّ مع السعيدْ "