[](عندما تحترق الفضيلة وتتلاشى القيم ويتبعثر الخلق حتما ستنعدم الثقة وتغيب الانسانية كأي فتاة تحلم تحلم بالامل والمستقبل بشراهة قطة وفجأة تتحطم الاماني على عتبات زيف العصر وجنونه تئن لحظة بوشوشة مياه تجتاز عيدان القصب اصبحنا تماثيل مرتدية ثياب مهترئة لنغطي عوراتنا ونغطي اثار جريمة اقترفناها في حق الانسانية والوطن حتى الحب اصبح هواية بعد ان كان عقيدة نتوارث الحقد والانانية ونهمل الحب والانسانية بطيش طفل وغرور جميلة وكبرياء شيخ تستقريء في الخفايا عن قصص واساطير نلوث بها رداء العروبة والقيم نصدق ما فيها ونحلم بابطالها ونشتهي نسائها و نقلد احداثها بفدائية كأننا نجني المجد فلا نجني غير سراب لم نستطع حتى الامساك به فيطير السراب ولا يبقى غير خلق سيء وفكر سيء وعيون يائسة وندم هي تلك الحياة التي نعيشها فلا عشناها ولا عاشت فينا ضجرنا الحقيقة وبحثنا عن اقنعة جميلة حتى نغطي بها قبح ثقافتنا فسقطت الاقنعة امام الحشود وظهرت ملامحن بقسوة فاختبأنا خلف صور قديمة ادرك البعض منا انا جمالنا بصورنا القديمة اختلفت ملامح الصور المستعارة من جدران الماضي صرخ العجوز يا الهي ماذا حل بنا حتى صورنا القديمة ترفضنا وتفضل الجدران علينا احتفلنا بهزيمتنا وشربنا مرارة شربها غيرنا بكؤوس صدئة سممنا انفسنا بانفسنا اخترنا كل فراش ندفئه بخيبتنا مكثنا وقت اطول من الذي وعدنا انفسنا تثاقلت اقدامنا انتفخت كروشنا استدفأنا فراشنا وفضلنا البقاء لم نرد الا البقاء من البداية فلتصرخ نساء فلسطين كما تشاء فصراخهن فيض من غباء ولتمزق احلام اطفال فلسطين المساكين ممنوع عليهم الحلم والغناء ولتغتصب فلسطين الام الجميلة الطيبة الوفية امام رجال حملوا السيوف فخانوا فلسطين وخانوا السيوف حتى الرمال تخون احيانا ولتحزني يا يافا كانت طفلة صغيرة ولكنها اكثرهن شبها بامها فحاراتك اصبحت ضيقة وعيون الماء فيك فاضت دمعا علهم يعودو شاربيها وكيف يعود شاربيه فقد جفف العطش غيرتهم لست انساك يا فلسطين وليس من حقي نسيان ايامي ما زلت اتذكرها واتذكر كم دفأني البقاء في حجرك الذي اتسع لالاف الاطفال فرضعوا حبها واكلوا خبزا وحبا من سنابلها واعطتهم رزقا ورفقا يوم ان احتاجوها وعندما طلبت النجدة كل من استل سيفه مات وكل من طلب القتال مات فماتت الرجولة واختفى الحب وقبلت فلسطين مصيرها بكبرياء مصطنع اثخنت بالجراح دون ان تحرك ساكنا ولكن غصة في حلقها ابتلعت صمتها وراينا دموعا ساخنة تسيل على وجهها تشقق وجه فلسطين يوم ان ايقنت بان من ارضعته واعطته كان سخيفا كان مختبئا خلف كلمات زائفة يريد ان يصنع منها مجدا عتيقا كلمات كلمات ما اقبح الكلمات وما اقسى الكلمات كلماتنا مهترئة فارغة محاطة بكذب وخوف وزيف حينها صدقت سلمى بان البقاء مستحيل وادركت فاطمة بانه لم يبق من الرجال سوى قليل وهتفت عائشة علي الرحيل هذا ما قيل في قصة فلسطين الجميلة وبناتها عندما اتا الاغراب واغتصبوا جمالها امام اعمامها واخوالها قصة قيلت قبل ستين عاما قصة قراناها وسمعناها وشاهدنا احداثها ولكنها لم تعجبنا فلا حلمنا بابطالها ولا اكترثنا لنسائها وما اردنا تمثيل احداثها من جديد يا لقسوة قلوبنا سخافة ضميرنا وبرودة قلوبنا