أنا و ثورة عاشقة
ولدتُ و لا أعيش
ولدتُ كغيري في مكان أخضرِ المعنى
و شربتُ منه الماءَ في المَنْفى
ثوري قليلاً يا حياةُ و أرجعي الذكرى
و توقفي قبل الوصول الى سذاجةِ طفلتي الحمقا
- ماذا فعلتي اليوم ؟
- متعبةٌ و قلبي كادَ أن يفنى
- ما المشكلة ؟ هل قادَ ثورةَ عاشقة ؟
- كلا , ولكني أموت لقلّةِ الرؤيا !!
- لا تقلقي .... فالقلب ينبضُ رغم الوجد و المنآى .
.............
.............
لم أستطع أن أكون تَبَعاً يمشي الى حتفه , و لم يكن بمقدوري أن أرى سحقَ الوادي بعينيَّ دون أن أتقهقر , لكني تأخرت ... فهويتُ بضعفي من هناك ... صرت أنظر من سقوطي الى الأعلى محاولاً أن أفهم من نظراتها قصدَها ... لا أعلم إن كانت تضحك أم تبكي أم تصرخ أم ترتجف ... ربما كان كل هذا في آنٍ واحد !
لا زلتُ أهوي دون أن أقع ... و لا أعرف إذا كانت قد ذهبت أم لا زالت تراقبُ صرختي , و لا زلتُ أتمتم ... لقد أثقلني جهلها و لم أعد أحتمل حماقتها ... رغم أنه من الممكن أن أكون أنا الجاني ...
لا حاجة لا بعد ذلك اليوم للوقوف على العميقِ من الأمور ... لقد أكتفيتُ تأنيباً لحظي ... و لم أعد أستطيع تفسيرَ الأمور , بسيطةً كانت أم عميقة ... صرتُ أستغل حماقاتي لأكسب منها بعض العزم , كي أُعيلَ قدَري المريضَ المُقصِّر ...
- عُد مرةَ أخرى ... فلربما تنسى
أو ربما ترضى بأفكاري بلا شكوى
- لا أستطيع
لا أستطيع اليومَ أن أغتالَ ذاكرتي
من أجل عاشقةٍ ترى في كل أنواع الهوى سبباً
لتغضبني و لكي تثيرَ بداخلي كلَ الحماقةِ و القساوةِ و المحبةِ و الجنون
لأصيرَ بعد بلوغها كرسي قلبي أكبرَ الأحياءِ بالفوضى
أنا أكبرُ الملاك في عرشي
و أنتِ لستِ سوى ضيفٍ ثقيلِ الظلِّ في الحسِّ و المعنى
- أنا أكرهُكْ
أغتاظ من ذكراكْ
ولا أرتاحُ حين أراكْ
و أرضى أن أعيش بلاكْ
- هيا اذهبي و تهيئي للذاكرة
تفاهات !
كل شيءٍ صار في خيالي تافه , و أنا رغم أني كسولٌ عندَ حقي ... تافه ... و لم يعد الضحك في خيالي سوى وجهٍ مصطنعٍ لأحمق يهربُ من ضعفه ليقول : أنا سعيد رغم المصائب !!!
أنت تكذب
أنت صرت مصيبةً حلَّت على البشر ... إذا بقيتَ هكذا فإنك سوف تخسر صفتك البشرية , و سوفَ تصير بيتاً فارغا لا شيءَ يُحييه , يجب عليك أن تُعيد تصنيف الأمور و أن تنسى أنك كنت بشرا حالما
كن ما تشاء , و لكن لا تكن صنماً ... كن أيقونةَ حزن أو فرح و لكن لا تكن إشارة أسى
أنت تكذب رغم صدقك ... تكذب عندما لا تكذب لكي تؤدب نفسك . رغم أنهم يكذبون لكي يُرَوِّضوا لك نفسك
آهٍ منك و مني , كلانا قد جننا ... أنا و أنا المخاطب ... كلانا يؤنب الآخر و كأننا عاجزان عن ردع نَفسِنا عن نفسنا
أنت تهزمني حين أنتصر عليك ... و أنا أنتصر عليك تهزمني ... ربما نحن متضادان و لا شيء يجمعنا سوى الذي يفرقنا , و لا يُفَرِّقُ بيننا سوى الذي نتفق عليه ... أنت لست مريضا و أنا كذلك لست ميتا رغم أن حياتي تنتهي إذا بدأت حياتك .
كلانا عاجزان لكننا سعيدان سوياً .
وطن