فكّر بحزنك المسلوب...فهو أجدر بشوقك أيها الغريب
فكّر بأدعية الحيارى خلف كل باب وأغنية..فكّر بأضرحة الأمل ولا تنسى بأنك غريب تحت امتداد السماء تستعين بالتراب لتتذكر...فلا يخذلك التراب وتخذلك ذاكرتك .. كانت منسيّة مثل إيمانك ..مثل دموع الصبايا ..مثل ألحان النهر وزقزقة الصغير..فكّر برماد عمرك ..واسكب فوقه عرق جدّتك ودمع أمك ..وانحت في الصخر... أسماء من رحلوا ... تقلّبت الأرض يا سيدي الضمير...والتفت الأفعى حول قريتنا ..تطوّق شمسنا وأملنا ...لا نستطيع قطع رأسها ولا نقدر على البقاء خلف جدارها ... إسمنتية الجسد والخبث والمكر..إسمنتية الجسد والروح ...تحول بيننا وبين الماء والعتمة..
تقول امراة خلف هذا الإسمنت لي بيت وعائلة وحقل
ويقول عجوز : لي عُشبة نديّة وقمر مدوّر جميل
ويقول طفل : لي ذكرى وصورة جدٍّ وفطور ريفي وعدتني به حيفا
ويقول ثائر.. لي بندقيّة وصندوق نحاسيّ محشوّ بالرصاص وبصور أصدقائي...
ويقول عصفور متقصّف ريشه...لي سروة باسقة وبيت من القش ...وجمع من العصافير
وتقول الأرض : لي قدس ونهر وبحر... لي غنمٌ عند تلّة الوادي... لا اعلم هل أطعمتها وأسقتها أجزائي.... بُترت أجزائي.... تفرّقت وتشنّجت ...و
سأكمل فيما بعد..... بكرة احلى ...