( زين العرب ) إسم أطلقه الشهيد ياسر عرفات على زين العابدين بن علي
اليوم ..زين العرب ما عاد وضعه " زين " ولا يتمنى زعيم عربي أن يكون في
مكان الزين
حتى وهُو خارج من الحمَام, لأن وضع الزين اليوم ( شين ).
أين نحن اليوم من تونس العرب تونس بورقيبة .!لا نريد الغوص في وضع تونس الخضراء وقد أصبحت قفراء ,
فخضارُها المعروف أصبح في جيوب المتسلطين والفاسدين من الحكام وأتباعهم الذين نهبوا الزرع والضرع .تونس التي نُكن لها كل المحبة ونتذكرها مع الحُزن الشديد " فالمحبة لأنها استضافتنا في مرحلة من أدق وأخطر المراحل التي مرت على القضية الفلسطينية ( الخروج من بيروت)
والحزن ... لأن فيها سقط خيرة كوادر فتح (حمام الشط ) وكما سقط أعظم الرجال الشهيد أبو جهاد في عملية قذرة تحت سمع الزين ( واسم الله عليه ) (يبدو أنه كان في الحمام).!؟
معظم الدول العربية يئن شعوبها جراء الغلاء والبلاء والاستقواء, ومن لا يعرف حال دولنا العربية.! فالفضائيات ووسائل الإعلام ما أبقت شيئاً خارج الصورة
ولكن تونس الدولة الأكثر ضجيجاً بات المواطن العربي يعرف تفاصيل التفاصيل فيها منذ سنوات "وخاصة أن وسائل الإعلام والفضائيات دخلت في أعماق الوضع التونسي وكان للمثقفين التونسيين دوراً بارزاً في إطلاع الرأي العام على الوضع العام لشعب تونس, وخاصة أن المعتقلات التونسية تعج بخيرة أبناء تونس الذين استكلب عليهم النظام وجردهم من أبسط حقوقهم الإنسانية
فتجد خيرة الأكاديميين والمثقفين من الأدباء والمحامين وأساتذة الجامعات
في غياهب السجون دون رحمة
أما معظم الشعب فالبطالة والجوع والفقر هو نصيبهم مع وجود حيتان تبتلع قوتهم , ومافيات تمتص دمائهم, وهو حال لا تتفرد به تونس فقط لأن معظم الوضع العربي يعيش في مثل هذه الظروف وتتفاوت النسب ولكنها في نفس الغلاء والبلاء والاستقواء
خرج الشعب التونسي بكل ما أوتي من قوة ليعبر عن غضبه وقد طفح كيله وما عاد أمامه إلا الخلاص ... فانفجر ولم يكن إنفجاره لحظيا ً أو لمطالب محدودة بل إنهاء كل شيءفي الوضع المزري الذي ساد تونس "ولا شيء مقبول مع بقاء الشين بن علي
ربما راهن إبن علي الذي كان زين الشباب,على ما لديه من أحباب ولكن في مثل هذا الوضع يهرب حتى من يقف بجانبه وعلى الباب .
وكان يعتقد أنها هبة وتنتهي بعد التخويف والترهيب وقليل من الترغيب من خلال قتل عدد من المحتجين فيهرب الجمع أمام الموت" وبعدها يقف كما وقف مخاطباً الشعب بالقول
(يا شعبنا العظيم ...خلاص أنا فهمتكم وفهمت مطالبكم) وتيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي ...
ماذا قال الزين وأقتبس : نكلمكم اليوم، ونكلمكم لكل في تونس وخارج تونس، نكلمكم بلغة كل التونسيين والتونسيات، نكلمكم لأن الوضع يفرض تغيير عميق.. تغيير عميق وشامل.
وأنا فهمتكم، فهمت الجميع: البطال، والمحتاج والسياسي واللي طالب مزيد من الحريات، فهمتكم، فهمتكم الكل. لكن الأحداث اللي جارية اليوم في بلادنا ما هيش متاعنا، والتخريب ما هوش من عادات التونسي، التونسي المتحضر، التونسي المتسامح.
العنف ما هوش متاعنا، ولا هو من سلوكنا، ولا بد أن يتوقف التيار. يتوقف بتكاتف جهود الجميع، أحزاب سياسية، منظمات وطنية مجتمع مدني، مثقفين ومواطنين. اليد في اليد من أجل بلادنا. اليد في اليد من أجل أمان كل أولادنا. ...انتهى الاقتباس
وكما قيل لفرعون ..الآلآلآلآلآلآن ..! وأين كنت والشعب يرزح تحت سيف السلطة والمتسلطين على الرقاب ..! هكذا حال الطغاة يبدأون بالتعهير ومن ثم بالتبرير وتنتهي المسألة بالتحرير
وأعتقد أن الشعب التونسي قال كلمته وانتهى الأمر " ولا عودة إلى الخلف لأن الدم إنهمر كالشلال "فمع الدم لا عودة إلى الوراء " وهو أمرٌ سيكون فيه الكثير من العبر ...
والوضع في كثير من الدول العربية ليس أفضل حالاً ... فهل من مُعتبر ..! ؟الكل ينتظر ما سينتج عنه الوضع في تونس ولربما تسجل تونس مستقبل الشعوب العربية في كل الوطن العربي ونكون هنا أمام عبرة يرزقككم من حيث لا تتحتسبون
وأقول لكل أصحاب الرأي والكتاب في الوطن العربي سخروا أقلامكم هذه الأيام لشد أزر أهلكم وشعبكم العربي في تونس الحرة
إذا الشعب يوماً أراد َ الحياة .... فلا بُد أن يستجيب القدر