جدارية لن تنتهي ( بكرة احلى ومحمود درويش )

وكُلُّ شيء أَبيضُ ،

البحرُ المُعَلَّقُ فوق سقف غمامةٍ

بيضاءَ . والَّلا شيء أَبيضُ في

سماء المُطْلَق البيضاءِ . كُنْتُ ، ولم

أَكُنْ . فأنا وحيدٌ في نواحي هذه

الأَبديَّة البيضاء . جئتُ قُبَيْل ميعادي

فلم يَظْهَرْ ملاكٌ واحدٌ ليقول لي :

(( ماذا فعلتَ ، هناك ، في الدنيا ؟ ))

ولم أَسمع هُتَافَ الطيِّبينَ ، ولا

أَنينَ الخاطئينَ ، أَنا وحيدٌ في البياض ،

أَنا وحيدُ


بكرة احلى :.... أنا وحيد تنقصني شمس وصفحة للخطايا

دخلت عنوةً أفتّش لنفسي عن أجل

وو وجل

عن حفرة شاغرة تلملم أشيائي
أنا وحيد ..أعلّق أفداري بسنديانة محنطة

ربما ستأتي حمامة وتنزل حملها فوق آمالي
وربما ستأخذها الجميلة معها الى وكرها
في داخل البحر
المعتم
لا أحد يراني
لا احد يخمد نيراني

لا أريد

قد وصلت قبل موعد أصابع الأقدار
لصفحة النهاية
وها أنا أتدحرج عند فهرسات الحياة
قد يطول عمري لدقيقة اجهلها
ربما كتبت فيها(( أحبك))
قبل يوم القيامة

لاشيء يُوجِعُني على باب القيامةِ .



لا الزمانُ ولا العواطفُ . لا

أُحِسُّ بخفَّةِ الأشياء أَو ثِقَلِ

الهواجس . لم أَجد أَحداً لأسأل :

أَين (( أَيْني )) الآن ؟ أَين مدينةُ

الموتى ، وأَين أَنا ؟ فلا عَدَمٌ

هنا في اللا هنا … في اللازمان ،

ولا وُجُودُ


بكرة احلى : لا صدى يوصل ترانيم روحي
لا صفير ريح
لا هديل للحمام او النعام
فقدت الطيور بياضها خلف السديم

لم أمشِ يوماً فوق سقف الرواية
لم أتعلّق بمشنقتها
لم اطِر كذبابة حتى

ما في الأرض ينقص
والسماء تتسع شهيتها
كأن الدور دوري
في الفناء

خواطر رووووعة

اقتباس :

قد وصلت قبل موعد أصابع الأقدار
لصفحة النهاية

عنجد حلوة تسلم ايدك
ع الخواطر الحلوة

تحياتي

سأصير يوماً طائراً ، وأَسُلُّ من عَدَمي



وجودي . كُلَّما احتَرقَ الجناحانِ
اقتربتُ من الحقيقةِ ، وانبعثتُ من
الرمادِ . أَنا حوارُ الحالمين ، عَزَفْتُ
عن جَسَدي وعن نفسي لأُكْمِلَ
رحلتي الأولى إلى المعنى ، فأَحْرَقَني
وغاب . أَنا الغيابُ . أَنا السماويُّ
الطريدُ .

سأَصير يوماً ما أُريدُ


بكرة احلى : ربما سأصير فراشة تكحلت

وخرجت من سرب الفراشات

أنا فراشة بظل مئذنة

أنا توابيت مبعثرة طائرة تحملها الفراشات

وربما بدأت أتقن لغتها
وأبجديتها
وغزلها وعزلتها
ورقصها ونقصها
ها قد بدأت تنقص من سمائي
أدعية الفراشات

سأصير ضرورياً لكروم الفقراء لأنتشلهم من البلاء

[b]سأَصير يوماً كرمةً ،




فَلْيَعْتَصِرني الصيفُ منذ الآن ،

وليشربْ نبيذي العابرون على

ثُرَيَّات المكان السُكَّريِّ !

أَنا الرسالةُ والرسولُ

أَنا العناوينُ الصغيرةُ والبريدُ

..

سأَصير يوماً ما أُريدُ

بكرة احلى : ها أنا آخذ بالإنطفاء
كآخر شمعة

فلتطفئيني قبل آخرها

ولتُفرج الكهوف عن ضباعها
لقد استضبعت الكلاب

أنا آخذ بالإنطفاء

كحدود جدولٍ
فقد عافيته

بغياب أقدار الشتاء
ومضغطت السماء غيومها

وتيبست الشمس ...
خطر اصاب الأرض وأصاب قصائدي
فليرحمني وليرحم قصائدي
عفو الإله

ساصير يوما ما أراد
لا الحق حقي
ولا الإسم إسمي
كثيرا ما تتغير الأسماء

هذا هو اسمي
..

بتشرف في مروركم فريدوم وبسمة الغد

يسلمو كثير عمروركم عالمشاركة

موفقين

هذا هو اسمك /
قالتِ امرأة ،
وغابتْ في ممرٌ بياضها .



هذا هو اسمك ، فاحفظِ اسْمك جيٌدا !
لا تختلفْ معه علي حرْفي
ولا تعْبأْ براياتِ القبائلِ ،
كنْ صديقا لاسمك الأفقِيٌ
جرٌبْه مع الأحياء والموتي
ودرٌبه علي النطْق الصحيح برفقة الغرباء
واكتبْه علي إحدي صخور الكهف ،
يا اسمي : سوف تكبر حين أكبر
سوف تحمِلني وأحملك
الغريب أخ الغريب
سنأخذ الأنثي بحرف العِلٌة المنذور للنايات
يا اسمي: أين نحن الآن ؟
قل : ما الآن ، ما الغد ؟
ما الزمان وما المكان
وما القديم وما الجديد ؟
سنكون يوما ما نريد


بكرة احلى : سوف احلم برماد خرائط رُسِمَت
أنا لست بارضي
ولكني اعرف أزقّة المكان جيّدا
كان قد رسمها لي
قبل اليوم بحّار من حيفا
وترجمت خيوط العنكبوت
لاتوّصل لغايتي في حل أحجية المكان
أنا هنا
ما زلت محاصرا بين إسمي
وعناويني المتفرقة
قرب تلال النرجس
أغتاب قصائدي
وأغتاب جسدي
أغتاب هويّتي
كأنني شرنقة تقوّس النور منها
هكذا فقط
أستطيع اكتشاف الضوء المتواري
داخل الف عتمة
لإكمال رحلة لم تكتمل بعد
لخفوت الضوء

wallah men ala5er...kalam kteeer 7loo...

..

لا الرحلةُ ابتدأتْ ، ولا الدربُ انتهى

لم يَبْلُغِ الحكماءُ غربتَهُمْ

كما لم يَبْلُغ الغرباءُ حكمتَهمْ

ولم نعرف من الأزهار غيرَ شقائقِ النعمانِ ،



فلنذهب إلى أَعلى الجداريات :

أَرضُ قصيدتي خضراءُ ، عاليةُ ،

كلامُ الله عند الفجر أَرضُ قصيدتي

وأَنا البعيدُ

أَنا البعيدُ



بكرة احلى : أنا البعيد عن وطني

منذ أعوام

رفرفتُ مع أسراب الحمام

وها أنا هائم ...

أفتّش في السحب الأرجوانية

عن نجمة هربت

عن ياسمينة قُطفت

من معاني أُعدمت على مقصلة الغياب

أنا بعيد ... أتوارى عن كل أشيائي
عن الأرض التي أنجبتني
ربما ستفقس الأرض من رحمها أرضا
لا تُعنى بالريح والغياب

وربما بدأت أتقن لغتها
وأبجديتها
وغزلها وعزلتها
ورقصها ونقصها
ها قد بدأت تنقص من سمائي
أدعية الفراشات


ياااااااااااااااااي سوووو نايس
سلمت يداك

اقتباس :

أتمنى عودتك وعودة إخوتي وأخواتي على جدارية درويش وجدراني

لانني أثق بأن ردودكم وتشجيعاتكم ... هي إلهام للنور في حروفي

دمتي بخير

بالطبع ؛؛؛

سأكون دآئماً بالقرب من هنآ ؛؛؛ سأحجز لنفسي مكآناً بين كلمآتك ..

دمت بإبدآع ؛؛؛ تحيآتي

في كُلِّ ريحٍ تَعْبَثُ امرأةٌ بشاعرها
- خُذِ الجهةَ التي أَهديتني
الجهةَ التي انكَسَرتْ ،
وهاتِ أُنوثتي ،



لم يَبْقَ لي إلاّ التَأمُّلُ في
تجاعيد البُحَيْرَة . خُذْ غدي عنِّي
وهاتِ الأمس ، واتركنا معاً
لا شيءَ ، بعدَكَ ، سوف يرحَلُ
أَو يَعُودُ


بكرة احلى : لا شيء ينجز ما تبقّى من وعودك
لا هدايا لا أماني لا عهود
خذ ما شئت معك
وأبقي لي جذوري
أبقي لي قدماي حافيتين

قُرب الترقّب
عند انعدام البحر
لم يبقَ بحوزتي لآليء
ولا حجارة ولا صخور
طُحلب بحري يونسني
وبيت الاخطبوط
وقيثارة في قعر البحر
قصيدتي تاهت معالمها
وشاخت وعودك
جرجرتها خيول الكهولة
وسقطت من المتاع قصيدتي
إرجع والتقطها
فأنا لا استطيع
أصابعي اعرتها لصيف وعودك
بعد كتابة القصيدة

..

- وخُذي القصيدةَ إن أَردتِ

فليس لي فيها سواكِ




خُذي (( أَنا )) كِ . سأُكْملُ المنفى

بما تركَتْ يداكِ من الرسائل لليمامِ .

فأيُّنا منا (( أَنا )) لأكون آخرَها ؟

ستسقطُ نجمةٌ بين الكتابة والكلامِ

وتَنْشُرُ الذكرى خواطرها : وُلِدْنا

في زمان السيف والمزمار بين

التين والصُبَّار . كان الموتُ أَبطأَ .

كان أَوْضَح . كان هُدْنَةَ عابرين

على مَصَبِّ النهر . أَما الآن ،

فالزرُّ الإلكترونيُّ يعمل وَحْدَهُ . لا

قاتلٌ يُصْغي إلى قتلى . ولا يتلو

وصيَّتَهُ شهيدُ

بكرة أحلى : لا الأم فطمت طفلها
ولا السماء احتضنت نجمها

نحن عابرون من أوّلنا
حتى ذيول مصيبتنا
تمتمنا في خاطرنا
من أين ياتي كل هذا الضوء
والساعة قد تجاوزت اللهفة والنصف ليلاً
إمضي أيّها التاريخ ورقاً
لقد انتسى البطل
وهلك غرقاً
وظلت دميته تكفكف الدمع
عند حزن البحيرة
.....
هناك حين ينقطع الامل
نجرجر بحبال الأمل جثث احلامنا
تبعد المدافن قليلا
بامل أن نصلها
قبل انزلاق أقدامنا في عتمة الليل
تخبرني حمائم الليل
(( طريقك طويلة يا سيدي اللص!
امتطي الغيم
قبل ان تتكوّم جثة
و تجرجرها أشباح المساء
وتجرجر رفات حُلمك