الإخفاقات الإسرائيلية في الحرب على قطاع غزة
بقلم: واصف عريقات
خبير ومحلل عسكري
الإخفاقات في الحروب العربية الإسرائيلية كثيرة وعلى الرغم من الرغبة الدائمة عند القيادات الإسرائيلية بإخفاء نتائج هذه الحروب وحجم الخسائر، ألا أنها شكلت بعد كل حرب هيئة تحقيق منها ما أعلنت نتائجها بعد فترة قصيرة ومنها ما تكتموا عليه لسنوات طويلة تبعا لحساسية المعلومات وسريتها وتأثيرها على أداء الجيش والشارع الإسرائيلي، فجاءت لجنة أغراناط على أثر حرب تشرين 1973 والتقصير الذي أدى إلى مفاجأة إسرائيل بالحرب وأداء الجيش والسياسيين أثناء الحرب وحجب التقرير 30 عام، ولجنة كاهانا على أثر عملية سلامة الجليل وحصار م. ت. ف في بيروت ومجازر صبرا وشاتيلا عام 1982 ، ثم لجنة ألموغ وبعدها لجنة فينوغراد على أثر حرب تموز 2006 والتي ورد في تقريرها العديد من الإخفاقات أعلن عن جزء منها وبقي سرا أجزاء أخرى ، ومنذ العام 2006 والجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية تحاول تلافي هذه الإخفاقات والتدريب والتجهيز إن على صعيد الجيش واذرعنه والأجهزة الاستخبارية والأمنية أو على صعيد الجبهة الداخلية ، وخرجت للحرب على قطاع غزة بعد يقينها بالجاهزية التامة، وقدر الشعب الفلسطيني وأهل قطاع غزة (الهدف الرئيسي للحرب ) أن يكون في مواجهة هذا الجيش وهو تحت الاختبار واثبات الذات، واستمرت الحرب الغير متكافئة في السلاح والمعدات 22 يوم، لكن الإخفاقات تكررت منها تمت ملاحظته ومنها لايلاحظه إلا من خطط للحرب ومنها على سبيل المثال:
.
أولا . عدم خوض الحرب البرية وهي ما فقدته سابقا والمطلوب خوضها وتحقيق الانتصار فيها ، واقتصرت الحرب على استخدام الطائرة والمدفع والزورق والدبابة عن بعد بعكس ما أوصت به لجنة فينوغراد هروبا من المواجهة المباشرة أو خوضها في مناطق مكشوفة لضمان الإسناد الدائم والمباشر من أسلحة الإسناد.
ثانيا. الإخفاق الأخلاقي والتغطية على العجز العسكري بارتكاب المجازر وحروب الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وقتل عدد كبير من الأبرياء وعبر استخدام كل الأسلحة المحرمة دوليا واستهداف الجوامع والمدارس والمستشفيات والبنايات المكتظة بالسكان (الحرب الشاملة واستهداف المدنيين، القصف العشوائي بالمدفعية الثقيلة ومدفعية الدبابات والزوارق الحربية والطائرات والقنابل الفسفورية والمنثارية التي تنفجر فوق الرؤوس والارتجاجية والعنقودية والمغلفة باليورانيوم المنضب ).
ثالثا. قصف أهداف اعتبارية ولها خصوصية أكثر من غيرها وتعتبر محمية بالقانون الدولي، وبينما كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجتمعا مع القيادة الإسرائيلية تم قصف مخازن الأمم المتحدة واندلاع الحرائق فيها، كما تم قصف معظم مدارس وكالة الغوث التابعة للاونروا عندما كانت تأوي المئات والآلاف وفي إحدى هذه المدارس سقط بثوان معدودة أكثر من 40 شهيدا، ومنها ما قصف بقنابل الفسفور الابيض والمحرم دوليا، وهذا سيكون له تداعيات سلبية على إسرائيل وأخلاقيات الحرب، ويعتبر دليلا على ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم حرب.
رابعا. طول فترة القصف التمهيدي ألتدميري التي امتدت أكثر من أسبوع وتم استنفاذ بنك الأهداف العسكرية (حسب ادعائهم) أي انتهاء مرحلة، دون دخول القوات الإسرائيلية الحرب البرية في مرحلة أخرى، وهذا له تأثير على معنويات الجنود ويؤشر إلى تردد المستوى العسكري في زج القوات لأسباب سترد في سياق السرد اللاحق.
خامسا. إدارة المعركة بشكل مجزأ بدليل عدم القتال الجبهوي المتناسق، وإدامة زخم الحرب والضغط بالقصف لتجنيب الجندي الإسرائيلي المواجهة الميدانية مما يؤثر على قدراته القتالية ويضعفها وهذا ما لا تريده لجنة فينوغراد.
سادسا. ضعف التنسيق والتعاون بين الوحدات المقاتلة من جهة وبين أفراد الوحدات نفسها من جهة ثانية بدليل إصابات بعض الضباط والجنود بنيران (صديقة ) بعضهم البعض، وهناك إصابات للجنود والضباط من مدفعية الدبابات.
سابعا. عدم قدرة على جمع المعلومات الاستخبارية عن مسرح العمليات وعن القدرات القتالية المتوفرة، وبحثوا عن أهدافهم كمن يبحث عن الإبرة في كوم من القش، بدليل استمرار قصف الصواريخ، وما زالوا حتى الآن يتحدثون عن المجهول في هذا المجال.
ثامنا. تضليل وتضارب في الإعلان عن الإصابات والخسائر حيث يخفون ذلك حتى الآن، بعد أن أوردوا خلال عدوانهم أرقاما متضاربة.
تاسعا. في الحرب السابقة وصف الوزراء بالأختام المطاطية تعبيرا عن عدم مشاركتهم بالقرارات، وفي هذه الحرب لم يكونوا أفضل، فبماذا سيتم وصفهم هذه المرة؟؟؟
عاشرا. عدم تحقيق الأهداف التي أعلنوا عنها مع بداية الحرب، فلا جلعاد شاليط أحضروا ولا وقف صواريخ ولا قوة ردع آو ترميم معنويات استردوا، وكل ما حققوه شلال الدم من الشهداء والجرحى ومعظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير البنية التحتية، وتدمير آلاف البنايات وتشريد أهلها واستهداف الحياة الإنسانية، وانتشار الأوبئة والأمراض في قطاع غزة وانعدام المواد الضرورية للحياة من مأكل ومشرب ووسائل تدفئة في ظل فصل الشتاء والبرد القارص، وكما حذرت منظمة الصحة العالمية بالقول من لم يمت بالقنابل والنار والدمار سيموت من انتشار الأمراض والأوبئة.
حادي عشر. فشل سياستهم القائلة ما لم يحقق بالقوة يمكن أن يتحقق بمزيد من القوة، وما لم يتحقق بالقوة العسكرية يمكن تحقيقه دبلوماسيا.
ثاني عشر.الجبهة الداخلية لم تعد كما اعتقدوا بأنها يجب أن تكون، بدليل الإرباك الذي حدث أكثر من مرة عند إطلاق الصواريخ الفلسطينية وعزوا ذلك لخلل في أجهزة الإنذار.
ثالث عشر. الاتفاق الهش ووقف إطلاق النار من جانب واحد دليل ضعف، فلم يتمكنوا من حسم المعركة عسكريا ولا سياسيا واتبعوه بفشل تفاوضي سيكون له تداعياته لاحقا، وهذا ما بدأ يظهر في الشارع الإسرائيلي.
رابع عشر. وهو الإخفاق الأكبر الذي سيتحقق مع إنهاء الانقسام الفلسطيني الذي سبق وأن جسده المقاتلون في الخنادق وعلى أرض المعركة، والإعلان عن العودة للوحدة الوطنية وسيكون في هذا تأسيس للوحدة العربية، عندها سيكون سداد الدين والوفاء للدماء الطاهرة التي نزفت وأرواح الأبرياء من الشيوخ والأطفال والنساء والرجال التي زهقت، ومعها سيتعزز الصمود، فكل الأصوات التي قالت نعم للصمود وكسر الحصار تواقة لأن تقول نعم لإنهاء الانقسام ونعم للوحدة الوطنية حامية المشروع الوطني.
18 – 1 - 2009
شوفوا انا عارف الموضوع مش رح يعجب حد فيكم
بس بستاهل نقرا خلينانعرف اشوي عن هالمشكلة الي احنا فيها
هو طويل بس حلو