بقايا حائط ... وأغصان من شجرة توت كانت ولا تزال تحمل حبات شهية المذاق....
همسات صوت تأتيني من شقوق وثقوب امتدت عبر سنوات...
هل الذكرى تأخذني، أم الحاضر يستنطقها؟! لماذا يخلع المكان تاريخه اللحظة؟!
لماذا لا أزال أشاهد لمسات يديّ جدي تمتد عبر الثقوب؟!
هل يغريني الماضي؟! أم أحاول الهروب إليه؟! أشعر ببرد الحاضر... فأتوق إلى حضن جدتي...
المكان يتحرك على الرغم من سكونه، بقايا يد جدي لا تزال تتوضأ في المكان، صوت جدتي يروي حكايات عن اللد والرملة..
قطة لا تزال تموء، شجرة تحن إلى رشقات ماء، عصافير وحمام يأكلون فتات خبز في وعاء...
ضحكات أطفال تصدح... ربما أكون بينهم، ومعهم!!!!!
أبحث عن طفولتي، أجدني أمسك بها تتسرب من شق هنا أو هناك، تجد لحظة آنية فيلتحمان!!!!
تلك وردة نرجس لا تزال، تبحث عن يديّ.... عن أنفي... تحاول في كل مرة أن تغريني بقطفها، غريبة هذه الزهرة، لماذا تغريني كل عام؟!!! همست لي مرة أنها تحب الشمس، لكنها تحب لمساتي أكثر!!! أهي بقايا ماضٍ، أم حاضر يتجدد؟!!
الحائط المهدم لطالما رسمت عليه بقلم رصاص، كانت جدتي ترمقني بنظراتها الحادة، فأترك القلم وأهرب...بحثت عن تلك الرسومات فلم أجدها...هل التاريخ ابتلعها، أم أنها لا تعترف بالمكان؟!!
فتات بقايا تحيطني.. تستصرخني... تلملم ذاتها، وتلملمني... تدخل دهاليز ذاكرة، أبحث فيها عن ذكرى تسكنني، فوجدتني لا أزال أسكنها......!!