نعيش في هذه الدنيا
نمشي ومع التيار نمشي معها
نحيا بشراً
كل منا له ماضيه
له ذكرياته
أيام بكى بها
وأيام شعر فيها أنه ملك مفاتيح السعادة
منَا من يعيش على بقايا ذكرياته
يتنفس هواء الماضي
الممزوج برذاذ الدمع والألم
ويعيش كلمة..
لا بل حرفاً
بين أسطر دفاتر مذكراته
يرفض الحاضر
طالما خلا من اشخاصٍ
لو قرات ماضيه
ستجدهم تركو بصمة سوداء
ولو رأيت ما في قلبه
لوجدتهم أحدثو فجوة كبيرة في قلبه
أحدثوها بخياناتهم وغدرهم
وهو بالطبع....
لازال يحاول أن يطمرها ببعض من أمل بالنسيان
ولكن ضعفه كان كما المطرقة
كلما وصل إلى إنهاء فجوته
نزع الضعف قواه
واستملك فيه
ليعيش هكذا
حرفاً على أوراقٍ
خضبها الدم والدمع
وتبقى عزائمه لنسيان الماضي
تختبئ خلف ستار الخوف
ترتدي زي الجبن والضعف
ويجعل من ابتسامة صفراء كاذبة
جنة يتخدها كي يخفي الآه
وتبقى تكبله فكرة خوفه من أن تتحطم آماله عل كف المستحيل
وان تبدد مطرقة الخيانة كل أحجار الحظ التي بحوزته
وان تنكسر كافة أحلامه على صخرة الوداع
إن شعر أنه بحاجة إلى فرصة جديدة للحياة
لذا...
يفضل حينها أن يتجنب قصصاً طويلة الأفرع
لكنها على الأرجح ضعيفة الجذور
ومنا نوعٌ آخر
يعيش على حس الماضي
يحيا على أمل الخروج من عالم الحزن
وفي اللحظة التي تغفو فيها جراحه
تأتي الذكرى
وتهز حبال الألم
أين؟
وكيف؟
ولماذا؟
وبأي حق؟
فالجرح لازال ينزف يا هذا
والقلب لا زال معلقاً هناك
انظره
في عالم الماضي والحزن
في ذلك الإنسان المهجور
مهجور الضمير والوفاء
والضعف يساند الذكرى قائلاً:
-لا فائدة من الهروب-
فصدى الماضي يتردد في كل الأزقة
في زوايا البيت
في الشوارع
ينسل من بين خيوط نور الأعمدة الحمراء
على أوراق الشجر
بعدد قطرات الندى
وللحظة ما..
يأتي القدر
يحين موعد الحياه
يحين موعد
الصحوة من أصعب غفوة
يصطحب القدر معه الصدفة
يأتي حاملاً معه الترياق
لينسي القلب ما مر به من احزان
وبكلمة صادقة من إنسان صادق
يُلْقَى بقلبك الضعيف
في مقبرة الماضي
في تلك اللحظة
تشعر كم كنت غبي
حينما علقت روحك
بأشخاص لا تستحق مجرد لحظة تفكير منك
حينما كنت تهيم وراء سراب
وراء ماضي لا فائدة منه سوى احتساء الألم
فاعلم أنه مهما طال الزمان
لا بد أن يأتي يوم
ويأتي من ينشلك من حفرة الهلاك
ويفك وثاقك من سجن الماضي
لتجد حينها نفسك أبله
حينما علقت روحك بالماضي
وقررت أن تعيش له رهينة
فاعلمو أحبائي أنه مهما طال الزمن
لا بد لنا
بصحوة من أصعب غفوة
فلنبق ِ الأمل شعاراً
ونبقي البسمة عنوناً
لأنه مهما طال الزمن
لا بد أن يأتي يوم
تشفى فيه الجراح وتلتئم
مهما طال هذا اليوم
فإنه آتٍ لا محالة
المحب لكم ابوغضب من موطن الغربه الامارات ابوظبي