--------------------------------------------------------------------------------
هوى الروح..لا تتعلق بمن تحب.!!
لماذا كلما أحببنا شخصا ...وأحسسنا بأنه نقطة ماء تروي ظمأ صحرائنا القاحلة ...يختفي ..يبتعد ..أو يغيب..
ما سر ابتعاد سيدنا يوسف عن أبيه ..
هل السبب هو تعلق أبيه الزائد به..
هل هو اختبار .. لمدى صبرنا ..على فقدان من نحب؟؟؟
أم أن الأقدار تبخل علينا بروح تواسي روحنا ..في ظلمة الليل البهيم..فتترك في مآقينا عبرات تلمع فيها أحزان الفراق ..تسقي أرضا اشتاقت للرحيل ..
لا يا قلبا اكتوى بنار الشوق وتألم ..ليس القدر بخيلا ..ولا الزمن علينا ضنين..
ولكن الله أرادنا أن نعرف..أن من تعلق به قلبنا ليس سوى إنسانا ضعيف..
لا يضر ولا ينفع .. ولا يرفع الحزن من القلوب..
ممكن أن يبتعد ..ويغيب.. كآخر شعاع دافئ في يوم بارد كئيب..
يختفي.. كبسمة على ثغر حزين..
كوردة ذبلت بعد عمر قصير..
فمن يبقى ليمسح الدمعة عن الوجه الحزين ..
لا يبقى سوى الله هو الأول والآخر والباقي.. بعد كل شيئ..وفي كل زمان .. ومكان ..
هو باق في كل نبضة من قلوبنا ..في كل تنهيدة ونفس..
هو موجود منذ الأزل ..يعطبنا الحب والدفئ ..
يطفئ نار الحزن ..ينسينا من نسينا ..لنتذكر دائما أنه معنا شمسا لا تغيب..
حبا لا يفتر .. عطاء دون حساب
رحمة ..وحنانا .. لمن يشاء ..
يذكرنا وننساه ..
يهدينا عندما نضيع ..ونطلب الهدى من سواه..
يمد يده لنا ..ينادينا كل ليلة ..ونبحث عمن نسينا وظهره لنا أدار..
يدلنا على طريق السعادة ويمنحنا أسبابها..ويجدنا نلتمسها عند سواه..
يغدق علينا نعمه فنأخذها وننسى حتى شكراه ..
قمة العطاء لنا وله منا كل النكران ...نتعلق بغيره ..
ونأبى ان نسعد إلا مع سواه ..
فيبعد عنا من ألهانا عن ذكراه ...
ليس يريد تعذيبنا ...بل يريد أن يخبرنا أنه صاحب الفضل الأول والأخير علينا..وأقل ما نرد على كرمه ..أن لا نتعلق بغيره ..وأن لا نحب كما نحبه أحدا سواه..
ليس خوفا من بطشه ..
ولا طمعا بجنته ..
وإنما حبا واعترافا بفضله ..فهو من علمنا أن نحب ..فهلا أحببناه أكثر من سواه؟؟؟؟؟؟؟؟