كان قلمي يحتضر .....ويرتجف بقوامه على أزيز خربشاته المعتادة ...فوق جشع أسطري الفارغة .... ليعيد ترميمها ..ويبدو انه قد بدأ بترميمها
............................
وكان اللقاء يجثو على ركبتيه .... ببطء يحبو نحو أرصفة تقود الى وداع محتمل ....او الى قدر غريب لا يحتمل
وكنت أنا كما تركني الأمس ... أجثو على ركبتي أيضا مجرجرا خلفي قرابين وأصنام وفوضى حكايات ..
ويتقدمني ضياع أمسي أو ضعف نفسي أو غياب شمسي ...وبقايا تراهات
...........
أحتمي من قسوة الأرض بمرار قسوتها ...وامضي أمضي
رغم جراحي ما زلت أمضي
فوق ارضي ما زلت امضي
وأودع ذاتي ...بقبلة ...ودمعة مقلة .... وأغني للغياب فما فات مات
وأحب أرضي وتحبني ارضي
وصليت فرضي... رغم رفضي لكل هذا الشتات
انا ما زلت كما عودتني جراح الوطن
مواطن يثور ويختبيء وتخيط لي الشمس بضيائها ذاك الكفن
نموت نموت ويحيا الوطن
رغم التفافه المسبق لصراخنا بذاك الكفن
ونصرخ ويصمت ذاك الوطن
ما الحل إذن؟؟؟
وكل رسائلنا في البحر ضاعت حروفها
وساد الوهن
وظهرت على أسطح وجناتنا دموع الشجن
ما الحل إذن؟؟؟
وغزة تضيق ويضيق البحر وتتمزق فلسطين وتزداد المحن
..................................
يأتي نهار آخر عليك يا وطني ..وياتيني الطامعون بخيرك يا وطني
وأخاف أخاف
ما زلت أخاف على مآذنك على أضرحة شهدائك على زيتونك وليمونك
على مذكرات أبطالك ..دماءهم .. أسماءهم ... صورهم .... جراحهم
فهم كثيرون ولكنهم رحلوا ...
وبقيت انا وأنت وظلال من رحلوا ....
نظهر في الظلام ..... ونشتم رائحة ترابك بصمت دون كلام
وكما جئنا رحلنا بالظلام ..
رحلتنا ومشوارنا معك ومع الأيام
فقر وقهر وألم ووجع عظام
ونرجع لأحلامنا من كوابيس أحلامنا
ننام ننام
ويبقى وطني اخضرا جميلا واسعا ...
تسرق منه أمواج البحر من الغرب رملا في الصباح
وياتيها من الشرق نهر يعيد رمال غزة للقدس في المساء
جميل هذا الحلم هذا المساء
وها هي يافا تزغرد بعودتها ..وحيفا تهلهل وتغني ما أحلى عودتها
ونابلس وجنين ... كما يشدنا الحنين؟؟
ما زلت أذكر وما زلتي تذكرين
أظهرت وصايا ابنائك الشهداء ..
هو حق بأنه كلما يسقط شهيد
تتفتح زهور وطني من جديد
وطبريا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأي أنثى أنتي ؟؟
وكيف كان صيفك قبلنا أيتها الفاتنة؟؟
وهل حقا كما قالوا لم تكن تزرك النجوم ؟؟
اليوم ستفرحين يا حلوتي فلم يعد في القلب مأتما لفراقنا
وستتغيب سلطة الغيوم
وتهبط بعذريتها لتتعمد من قداسة مائك النجوم
.................................
فلسطين حبيبتي ..اما آن لكي أن تفرحي؟؟؟
وتزغردي وتهللي ...
لقد عادت بناتك كلها ...والتم شملك فافرحي
............................
لم اكن اعلم بان هناك أحلام يصل جنونها الى ما وصلت احلامي
ولم يظهر لي حزن وطني الا من وراء خربشات اقلامي
حتى حلمي انهته نقطة او فاصلة او كلمة فاصلة
وأستفيق من زرقة حلمي الى سواد واقعي
لألملم ما تبقى من الحلم وأبتلعه بغصة اخرى وخيبة اخرى
كما ستبتلعني آلامي وأوهامي
حسنا ...
أنهيت كلامي بصمت احلامي
.................................
حلم عاشق .... بكرة أحلى