سأعرض لكم قصتي التي لو طالتها الجبال لاهتزت ولو وقعت على الأرض لأصابها الذعر مما حصل، أنا فتاة أعطاني الله ولدا واحدا فقط بعد طول سنين وكان عيني وقلبي وفرحتي، كان بهجة قلبي فكان كلما كبر سنة زاد من فرحتي بمقدار هذه السنة عشرات السنين وعندما بلغ من العمر عشر سنين ذهبت إلى بلدي وأخذته معي بلدي منطقة رائعة الجمال زاهية الألوان ذهب ولدي يتنطط ما بين الأزهار والحقول فاقترب إلى منطقة على أطراف البستان حيث جاءته رصاصة في قلبه فوقع على الأرض وقد فارق هذه الحياة وكنت أشاهد ما جرى من بعيد وصرت أركض لعلي ألحق ولدي وقدماي لا تحملاني مرة أقع وأخرى أقف وأتابع الركض وعندما سقط على الأرض سقطت كذلك حتى اغرز قلبي في التراب وأردت الوقوف وقدماي لا تقويان على الوقوف حتى شارفت على الوصول فإذا بآلية ضخمة حملت التراب وحملت ولدي معها وقلبت التراب مرة أخرى فصرت أبحث عن ولدي فلم أجده بين كتل التراب التي حملت ورميت فجلست على الأرض ودموعي تذرف حتى سقيت الأرض بدموعي آه..آه..آه يا قلبي أين أنت تحت أي ذرات من التراب أنت فلم أعرف أين جثة قلبي.
وبعد طول حزن قررت أن أسمي هذه الأرض على اسم ولدي فأردت أن أضع يافطة بذلك فجاءت آلية أخرى ورمت هذه اليافطة قيل لي أنها آليات الهدم والبناء ولن يسمح لي بأي إجراء لأن هذه الأرض سوف تبنى لآخرين ليستولوا على الأرض وقيل لي أن كل الأمهات تفقد أولادها هنا في هذه المنطقة ويقبلون ما لا تقبله أي أم على هذه الأرض وكل ذلك فداء للوطن آه يا وطني لقد ضحيت بولدي فلذة كبدي.
ولكن رغم ذلك لم أسمع أي نداء يطالب بحق ولدي وكأن من مات هو شيء تافه في هذه الدنيا وكانت الأمهات معتادة على فقدان أحبائها وعدم اعتبار الضحية إنسانا فهذه المنطقة فقدت أي حق من حقوق الإنسان ومن المفترض على جميع الناس أن يتحملوا لحظة وداع الأحباب وأردت أن أبقى في الأرض التي استشهد فيها ولدي ولكن حتى بقائي مرفوض وأخيرا قررت وداعه وحملت حقيبتي حقيبة الأحزان وقررت الرجوع حيث أتيت وودعت ولدي والدموع تنهمر والقلب حزين ملؤه الأسى فقد جاءت مأساتي من معاناة واحدة من معاناتهم وذبل القلب منها وملء بالجراح العميقة فقد رجعت وحيدة وتركت
قلبي هناك فرجعت بعقلي آه يا قلبي كم تركت في نفسي من الأنين والحزن العميق ومشيت في طريقي لأعود فوجدت الكثير من فقدوا قلوبهم ولكنهم ليسوا بأنين قلبي فهم معتادون فقد فقدوا أكثر من قلب لهم.
ورجعت ووصلت أخيرا ونمت نوما عميقا من شدة حزني لم أفق منه فقد تقابلت مع ولدي وبقيت بهذا النوم الهادئ الهانئ إلى الأبد ها قد وجدت ولدي حرموني منه ولكنه معي الآن.
هي ذهبت الآن وأنا يجب بعد موتها واستشهاد طفلها الوحيد أن أدعو ضمائركم لكي تصحو وعقولكم كي تستيقظ وإحساسكم كي يأخذ موقفا يعيد حق هذه المرأة وآخرين مثلها انتهكت حقوق الإنسانية ابدأوا بحملة تدعو لحقوق الإنسان.