على وجه السرعة طاروا بـ"تشي غيفارا" التمثال من النمسا إلى ألمانيا لإخضاعه لعملية تجميل مستعجلة تشمل إعادة أنفه الذي قطع في "عمل تخريبي" معاد للثائر اللاتيني العالمي الراحل. وكان بستاني قد عثر على الأنف مرمية على الأرض. وعاد يوم أول من أمس التمثال النصفي البرونزي للثائر والطبيب الأرجنتيني الأصل، ويبلغ ارتفاعه 70 سنتيمتراً، إلى موقعه في حدائق الدانوب بالعاصمة النمساوية فيينا، وسط احتفال وترحيب شارك فيه عدد من مؤيديه والمعجبين به.
وكان سرور الحضور مضاعفا لتصادف عودة التمثال إلى موقعه في الركن اللاتيني مع احتفالهم مع باقي اليساريين الثوريين بالذكرى الواحدة والثمانين لمولد غيفارا. ومن ثم لم ينته الحدث إلا وقد اصطف تمثاله مع عدة تماثيل للقادة الثوريين والاستقلاليين اللاتينيين ومنهم سلفادور الينيدي وسيمون بوليفار وخوزيه دو سان مارتين.
بلغت تكاليف عمليّة التجميل لإعادة أنف الزعيم الثوري 3800 يورو، تضاف إلى 28 ألف يورو كانت مجمل التكلفة الأولية لصنع التمثال، الذي رحب به عمدة فيينا المهندس ميخائيل هويبل وسط حضور دبلوماسي مقدر، كأول تمثال لغيفارا ينتصب في أرض عاصمة أوروبية على الإطلاق، مع أن صور غيفارا ورسومه وهو يعتمر قبعته الشهيرة "البيريه"، ويدخن سيجاره الكوبي الأشهر، صارت موضة تزين غرف كل من رغب من الشبيبة الأوروبية في ادعاء صفة الثورية والتحرر لنفسه..!!
نصب تمثال غيفارا في فيينا في احتفال ضخم يوم 8 تشرين الأول 2008 الذي صادف ذكرى مرور 41سنة على إعدامه في غابات بوليفيا. لكنه تعرض للتخريب المتعمد يوم 3 أبريل (نيسان) الماضي. إذ اجتث معتد مجهول أنفه، ولف كل التمثال في ورق صحي (ورق تواليت) كتبت عليها عبارة "لم يكن غيفارا ثائرا بل إرهابيا".
وأثارت هذه الفعلة التخريبية ردات فعل غاضبة وسط قطاعات رسمية وشعبية في النمسا، استهجنت أن يتعرض عمل فني للتشويه في حاضرة ثقافية كفيينا، تحترم الحريات الشخصية وتقدر الأعمال الفنية. ولكن لم تثمر الجهود التي بذلتها الشرطة حتى الآن في القبض على الجناة، رغم أن أصابع اتهام شهود عيان تتجه إلى مجموعة من اليمينيين المتشددين كانت عارضت نصب التمثال.