يبدو لي أنها بارعة في الكتابة ........ إذ انها لم تكن تلبث أن تُدَور عينيها مركزة في بعض الأحيان على شيء معين حتى تبدأ من جديد في رصف السطور بالكلمات .... صرت أتأملها بين الفينة و الأخرى , و أحاول ان ابدأ في رأسي قصةً جديدة عن أي شيء ربما لأخفف أنا كذلك عن نفسي مللَ السفر و طولَه .....و ربما لأن أفكاري في هذا الوقت بحاجة الى بعض الترتيب بعيداً عن سماعة الموسيقى التي اصبحت تزعجني لما فيها من تكرار لمعاني الاغاني و لما فيها من تضليل لعاطفتنا الغضة .... و كأن الحب وُجد ليكون في كلماتهم شيئا لا بد له أن يفشل حتى قبل أن يبدأ .. ليس مهماً
لم أكن في ذلك الوقت بنشاط ينصرني على كسلي لأُخرج قلمي و ورقة و أكتب أيضاً عن لا شيء معين .......... قلت في نفسي هي الأفكار مثل الأيام
الفكرة تأتي لذهنك فتزعجه لكسله ثم تذهب كغيرها دون أن تدونها..... و اليوم يأتيك بنفسه لتعيشه لكنه لا يخالف شمسه فيذهب دون اذنك و يُحسب من عمرك
لست فضوليا لأسألها عما تكتب .. هي أفكارها .. ربما مسألة حسابية تحلها .. أو رسالة تكتبها ... هذا شأنها وحدها
أنا لدي أيضا ما أكتبه
لدي قلب و وطن ضائعان و هموم كغيري .. لدي أم حنونة و أهل طيبون
لدي ما أفعله بعيداً التطفل و الحيرة , و لكن ليس الآن , سأحفظ الفكرة ثم أدونها فيما بعد , سأختار مقعدا آخر غير مقعد القطار و ارتجاجاته , ربما مقعدا في الجامعة , عندما يزعجني ضجيج اللغة الأجنبية , فأخلوا قليلا الى لغتي التي تعبت منها أيضا دون أن أسأمها
تعبت من كسل ناطقيها على كثرتهم .. تعبت من كثرة فضائياتهم دون جدوى و تعبت من أخطائها الدارجة على كل لسان عربي
أخاف عليها من طبقة الغبار التي تزداد على مفرداتها في كل يوم .. دون أن نستخرج منها جمالها و أن نصنفه في سطور جديدة غير تلك التي اعتدنا تكرارها دائما .
ليس ضروريا أن أكون عالما في اللغة حتى استطيع استعمالها .. انها لغتي التي أضحت ثقافة العرب الوحيدة التي نحتاجها على الأقل في ترجمة الحضارة العصرية ..
أتمنى أن تكون الفكرة قد وصلت و يهمني رأيكم
وطن