كبرياء وائل

..... كان أكبرهم وكان أحكمهم ..هو القادم الغريب ....ما زال يحتفظ بكبرياء ورثه عن أجداده ورباطة جأش يحسده عليها أقرانه....كان يمتطي جواده هذا المساء ...منطلقا الى حيث يلقى حبيبته .... هي الجليلة سماها أبوها بهذا الاسم بدلا من أن يوئدها ...فكانت جليلة ..وكان وائل او كليب لم يهم احد منا اسمه...وكان أخوه زير نساء (سالم الزير) ابو المهلهل .....لم يكن وائل سوى مزيج بين الأنفة والحكمة والكبرياء .....قالوا عنه أنه الفارس الذي لا يلتفت الى اقل من عشرة فرسان لينازلهم...... وحين لطم لبيد أخته الزهراء..أعلن ثورة الغاضبين .... وأقسم ليقتلن لبيدا حتى لو كان مستخدما من قبل الملك .... فطارد كليب فريسته ولحقه أخوته وابناء عمومته خلف شجرة العصافير كان اللقاء ....لم يكن نزالا صعب على رجلا مثل وائل فقتله ونظر في عيني طريدته ... فجن جنون ملوك اليمن وفارس .... لقد قتل أحد عامليهم ..كيف يجرؤ بدوي على قتل من عينه الملك ليجلب جزيتهم .... فأرسل وائل رسولا الى الملوك يدعوهم فيها الى الكف عن طلب الجزية ...وعلى أثر كل هذا وقعت حرب البسوس ....التي تسببت بها مكائد البسوس خالة الجليلة وخالة جساس التي كانت قد اورثته بعضا من خصالها ........................


لم يكن ما تحدثت به سوى جزء بسيط من قصص حرب البسوس ...قصة حدثت في العصر الجاهلي قبل الاسلام ....استدعيت منها صورا جميلة من كبرياء العرب ...وجمال طباعهم.......لم يكن الاسلام دافعا ولا رادعا لهم في قراراتهم ...لكن صحراء البادبة علمتهم كيف يجيرون المستجير ويكرمون الضيف ويذودون الحمى .....سطورا استجمعتها من مذكراتي ...فكانت هذه من اجمل الحكايات التي دونت في دفاتر مذكراتي ..لم اعشها ولم أعش احداثها ..لكني ما زلت اتغنى بأمجاد من سبقونا مثلي مثل كتب عتيقة واوراق مهترئة توجب علينا الاحتفاظ بها ليس لقيمة ورقها بل لقيمة ابطال سطورها..... كان مسلسل الزير سالم ..او حرب البسوس .... وكانت رواية اخرى تجسد اشخاصها امام ناظري كانني اطير الى عقود كثيرة مضت واعيش أحداثا تحيرني..... كان وائل أعز العرب وعلى أثر عزته رفض ان يدفع الجزية للملوك ...واحتفظ بكبرياء لم أره في حياتي ....ما اجمل كبرياء وائل وما أقساه على بني تغلب والمضريين وبني بكر....جمعت تلك القبائل قرابة ومصاهرة وصحراء ..فكان وائل يحدث أخته فاطمة ويخبرها بأنهم يصاهرون فقط من يعتز بهم ولم تهمهم مصاهرة الملوك ولا التجار ولا اصحاب الاموال......ولا اصحاب النفوذ..فرأت فيه الجليلة ملك الملوك ..ولا مكانا في قلبها لسوى وائل......ففضله اباها مرة على التبع اليمني ملك اليمن

ما أعظم كبرياء الرجال...وكم ينقص زماننا ومكاننا كبرياء رجال امثال كبرياء ابن ربيعة ........لقد تورط رجالنا بجلب مؤونة اولادهم ونسائهم ..ونسيوا مؤونة نفوسهم ورجولتهم ....

كان صيفا حارا ..وكان فصلا جامعيا قاسيا ...تقلقنا نقطة تفتيش تفصل بين مدينة نابلس و قرانا ..... يرهقنا اكتظاظ المسافرين خلف شباك زجاجي مصفح ..يقف ذلك الجندي الاسرائيلي من الناحية الاخرى ليطلع على بطاقة خضراء مقرفة تحمل صورنا ..... كأننا بضاعة يريدون التحقق من صلاحيتها لأمنهم ... فكان هناك مجموعة شبان يتبادلون ضحكات مع جنود يذلونهم ويذلون اخواتهم وامهاتهم وآبائهم... كنت انظر اليهم بعين الشفقة ..ما هو الداعي لتلك الضحكات التي يكافؤون بها من اذلوهم ...هنا فقدوا الكبرياء ....وتنازلوا عن عزة لم يقبل بالتنازل عنها وائل او كليب...ما أحوجنا الى امثالك يا كليب وامثال اخوتك وابناء عمومتك......



على اثر حرب البسوس مما استجمعه قلمي ...................
بكرة احلى

صراحه هيك موضوع كتير الناس بحاجه الو هالايام
شكرا الك كتير هالمواضيع الرائعه بس

Thanks لالك ع الموضوع الحلو بجد

صدق مدادك اخي
هم كذلك ولم يحملوا الاسلام بين جنباتهم
ونحن رمينى الكبرياء مع اننا حملنا بين جنباتنا دين يعزز فينا الكبرياء والعزة

حسبي الله ونعم الوكيل
مشكور اخي
تقبل مروري

بدي احكي كلمة بصراحة انو احنا الفلسطينية الحمد لله عنا كبرياء اكتر من كتير دول عربية عايشة تحت الذل من قبل حكامها

بقمة الرووعة

جوزيت خيرا
ومتل ما حكو يمكن احنا الفلسطنين اكتر العرب عنا كبرياء

تقبل مروري اخي

وكمان مره
يسلموووووو ايديك يا استاذ على الكلمات الجميلة

وذكرتني في مسلسل الزير سالم
مسلسل اكثر من رائع وبتمنا احضرو كمان مره


مشكووووووور كمان مره على الكلمات الرائعة

شكرا عمروركم

والله حلو اني القى ناس كاينة مهتمة كثير بمسلسل الزير سالم


كثير بشوف تشابه بينو وبين فيلم ( troy طروادة)


مشكورين كمان مرة عمروركم

وكل الاحترام لتعليقاتكم