عندما كنت صغيرة كنت استغرب من صورة ذلك الطفل المشرد الذي طالما زينت صوره الجرائد .. لم أكن اعلم حينها ..ان هذه الصورة اختصار لحكاية شعب هجر وشرد ظلما وعدوانا ..
* * *
من هو حنظلة؟
حنظلة هي أشهر الشخصيات التي رسمها ناجي العلي في كاريكاتيراته، و يمثل صبياً في العاشرة من عمره.
ظهر لأول مرة في جريدة القبس الكويتية عام 1969.
أدار حنظلة ظهره للقارئ وعقد يديه خلف ظهره عام 1973.
أصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي كما أصبح رمزاً للهوية الفلسطينية.
يقول ناجي العلي أن الصبي ذا العشرة أعوام يمثل سنه حين أجبر على ترك فلسطين و لن يزيد عمره حتى يستطيع العودة إلى وطنه، إدارة الظهر و عقد اليدين يرمزان لرفض الشخصية للحلول الخارجية، لبسه لملابس مرقعة و ظهوره حافي القدمين يرمزان لإنتمائه للفقر. ظهر حنظلة فيما بعد بعض المرات رامياً الحجارة (تجسيداً لأطفال الحجارة منذ الإنتفاضة الأولى) و كاتباً على الحائط. أصبح حنظلة إمضاءً لناجي العلي، كما ظل رمزاً للهوية الفلسطينية و التحدي حتى بعد موت مؤلف الشخصية.
قال ناجي عنه :
( إن”حنظلة”شاهد العصر الذي لايموت.. الشاهد الذي دخل الحياة عنوة ولن يغادرها أبداً .. إنه الشاهد الأسطورة ، وهذه هي الشخصية غير القابلة للموت ، ولدت لتحيا ، وتحدت لتستمر ، هذا المخلوق الذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي ، بالتأكيد ، وربما لا أبالغ إذا قلت أني قد أستمر به بعد موتي)
" إن شخصية حنظلة كانت بمثابة أيقونة روحي من السقوط كلما شعرت بشيء من التكاسل . انه كالبوصلة بالنسبة لي وهذه البوصلة تشير دائماً الى فلسطين "
" قدمته للقراء وأسميته حنظلة كرمز للمرارة في البداية . قدمته كطفل فلسطيني لكنه مع تطور وعيه اصبح له أفق قومي ثم أفق كونيّ وإنساني. أما عن سبب إدارة ظهره للقراء، فتلك قصة تروي في المراحل الأولى رسمته ملتقياً وجهاً لوجه مع الناس وكان يحمل الكلاشينكوف وكان أيضا دائم الحركة وفاعلا وله دور حقيقي . يناقش باللغة العربية والإنكليزية بل أكثر من ذلك ، فقد كان يلعب الكاراتيه.....يغني الزجل ويصرخ ويؤذن ويهمس ويبشر بالثورة "
فمتى سيلتفت حنظلة إلينا مجددا ؟؟..