.. تنادينا ؟
وتغفلُ عنْ تغاضينا ؟
تنادينا ؟
وترجو طيفَ ماضينا ؟
تنادينا ؟
وترقبُ فجرنا فينا ؟
.. لكَ الرحمنُ يا أقصى
لكَ الرحمنُ يا أقصى
فما عدنا كما كنّا
نُسَوِّدُ في الدُّنا الدِّينا !
وما عدنا كما كنّا
على التقوى منيبينا !
.. فمنْ تُسمِعْ ؟
ومنْ يَسمعْ ؟
ومنْ تُقنِعْ ؟
ومنْ يَقنعْ ؟
ومنْ فينا لغيرِ الله لا يخضعْ ؟
.. تَعودنَّا حياةَ الذُّلِّ حتَّى عادنا القَهَرُ
وأدمنَّا كؤوس الوَهْنِ حتَّى شفَّنا الخَوَرُ
.. فجُدْ بالدمعِ يا أقص
فكمْ بِنَّا عنِ " الأنفالِ والإسرا "
ويمَّمنا ظلامَ الخيبةِ الكُبرى
وشتَّتْنا قَوافلَنا عن الذِّكرى
وكم تُهنا
وكم تاهتْ
.. تناهتْ – بعدما كانتْ لنا أثرا - :
سرابًا مِلؤُه وَهَمٌ
وتبكي في الدجى عُمَرا
.. فهلْ ستعودُ يا عُمرُ ؟!
.. لكَ الرحمنُ يا أقصى
لك الرحمنُ يا أقصى
ألا تُبصرْ
ألا تُبصرْ لواءَ جهادنا يَسقُطْ ؟
وأنَّا في الوَهى نَخبُطْ ؟
ألا تبصرْ ؟
ألا تبصرْ جواهرَ عِقدنا تَفرطْ ؟
بلادَ الهندِ والسندِ ؟
وأندلسًا على الوجدِ ؟
وآفاقًا تَعمَّدَها هبوبُ لواعجِ الفقدِ ؟!
.. لكَ الرحمنُ يا أقصى
لك الرحمنُ يا أقصى
.. أشحْ عنَّا بعينِ أساكَ للهِ
وصابِرنا على الميعادْ
ورابطْ في هوى الأمجادْ
فإنَّ الفجرَ قدْ لاحا
ونورَ النصرِ قد ساحا
.. ألا فاصبرْ
ألا فاصبرْ على البلوى
وكنْ في المَشرِقينِ فؤادْ
يَهيمُ بشِرعةِ اللهِ !
.. سيأتي الجيلُ يا أقصى
سيأتي الجيلُ يا أقصى
يُكبِّرُ في مآذننا
ويُحيينا
سيأتي الجيلُ وهّاجا
سيأتي الجيلُ إنْ كانتْ له الآياتُ منهاجا
وسنَّةُ أحمدٍ تاجا
سيأتي الجيلُ منصورا
ليبعثَ مجدَ يرموكٍ
وينفضَ عينَ جالوتٍ
ويُنشدُ لحنَ عزتنا
ويحيينا
وحطِّينا !
اللهم كنْ للأقصى ومن أخلص لك وجاهد بنفسه وسلاحه وماله وقلمه ولسانه
وعجّل بالنصر والظفر والتمكين يا قوي يا عزيز
اللهم نصرك الذي وعدت
إنك لا تخلف الميعاد !