في لحظةٍ هي من أقسى اللحظات وطأةً على قلب امرئٍ يدّعي الصبر ولا يُحسِنه ..
بُحتُ وقد بلغت الآلامُ مني مبلغاً جماً ..
وأظلّ أؤكد على حقيقة أن [ الآلام ] تِلدُ ما قد يراه العض [ إبداعاً ] ..
البعض لا يُمانع من بث همومه للآخرين ..
بينما البعض ينزعج من ذلك لوهلة .. ثم يقرر التراجع أخيراً ..
إذ أن الموضوع برمّته لا يعدو كونه ( حَرْفاً أدبياً سُنِح له بالظهور فلم يعد مُلكاً لصاحبه ) ..
وكنتُ من البعض الآخر..
نثرتها ..
ولا حاجة في نفسي إلا التماس ما يُساعدني على إخراج مكنوناتي بصورة أرقى وأنقى ..
وهي أولى تجاربي في الشعر الحرّ - إن صحّت التسمية -
* * *
فِي ذُهوْلٍ ..
قَد تَهَاوَى صَرْحُ آَمَالِي الكَبِير ..
زَفْرةٌ..
تَتْلُوهَا أُخْرَى..
فَوْقَ رَمْضَاءِ الهَجِيْر ..
رَاقَنِي شَدْوُ البَلابِل
وَابْتِسَامَاتُ الزّهُوْر ..
رَاعَنِي سَكْبُ المَحَابِر
وامتلاءات السطور !
وشفاهٌ بيضُ ظَلّتْ تَرْتَجِيْ
مَاءَاً نَمِيْر!
حِينَما أَبْصَرْتُ نَفْسِي قَدْ عَلا ..
وَجْهِي الشّحُوبُ ومَلّتِ القَدَمُ المَسِيْر ..
خِلتُ أَنّ العُمْرَ غُصْنٌ
ذَابلٌ ..
والفَرحُ عُصفُورٌ كَسِيْر!
حِيْنَ فَضّلتُ التّوَارِي صَاحَ بِي
صَوْتٌ يُزِلزِلُنِي: ( أَنَا صَوْتُ الضّمَيْر ) !
أَجْثُو
وَقدْ مَلأَ السّكُونَ
شهيقُ صَدْرِي وَالزّفِيْر ..
أَستنطِقُ العَبَرَاتِ
عَلّ الدّمْعَ
يُطْفِئُ ذَا السّعِيْر ..!
حَدِّثُونِي كَيْفَ تُمْسِي مَن عَلَى ..
مَرْكَبِ الأَهْوَالِ تَنْتَظِرُ المَصِيْر !