تخيلوا معي كل يوم _*

حياكم الله جميعا



تخيلوا معي كل يوم _*


: تخيلوا معي

..........................


أن لي بستانا أخضر ... بمروج شاسعة خلابة .. و مجاري أنهار فياضة .. تُزرَع كل يوم في بستاني 24 شجرة ....
ولا يُطلب مني أن أرهق نفسي في شيء سوى أن أحصد الثمار .... وكل يوم لا أحصد أية ثمرة .... !!!!



رغم أن الشجرات سامقات نضرات ... تحوي العديد من الثمار... تجذب الجميع من بعيد .... تشدهم بروعتها و نضارتها ...
فقد تحوي الشجرة على مايزيد على ثلاثة آلاف ثمرة ... والعجيب حقا .... أني لا أحصد منها أي شيء .... !!!!
تخيلوا .....





أي مزارعة أنا لتصل بتفريطها و إهمالها لمقدار الفشل الذريع هذا ....
يحين وقت الحصاد فتترك الثمار إلى أن تذبل .... و تموت



بل تتركها إلى أن تموت الشجرة بأكملها ....
فلو انتهى موعد حصاد الشجرة انتهت و فسدت و لا يمكن أن تثمر مرة أخرى ...
هذه أنا المزارعة ....





كل يوم أستفيق مسرورة بكثرة شجراتي و ثمراتي تتلألأ في قممها السامقة كلآلئ وضاءة ....

:
كل ثمرة منهن تتلألأ أكثر ممن حولها لتنال شرف القطفة الأولى .... لكني أتمشى من شجرة لأخرى حاملة سلتي بيدي ... أقوم بدور الزائر ...



:
يتابع تلكم الثمار بابتسامة صفراء جامدة و إن صح القول فهي ابتسامة (بلهاء) ... كلما اقتربت من الثمار
زاد ضياؤها و حين أبتعد عنها - مبتسمة ابتسامة باردة أيضا - يخفت ضوؤها إلى أن تنطفئ حزنا على رحيلي دون جنيها ....



هل قابل أحدكم مزارعة مثلي ..... كل يوم بستان في يدي ... أزهد فيه و أنتظر ما بعده ... و يأتي بعده و يحدث الأسوأ ....
لن أبالغ فقد أحصد ستين أو سبعين ثمرة .... لكن ....
من بين آلاف آلاااااااااااف الثمرات ...
فأي عقل و منطق هذا .....





من منا كل يوم يستفيق ليجد بستانه ملآنا بهذا العدد من الأشجار ... و هذا العدد الهائل من الثمار ... ليتركه ويرحل بلا جني ثمرة واحدة ...
أظن أن البعض حاله كحالي ... لن أقول لكم دعونا نؤانس بعضنا ....
بل سأقول لكم ... دعونا نعزي بعضنا ...
فنحن في

: فنحن في البلاء سواء


و نحن في المصاب شركاء .... أخطأنا نفس الخطأ الجسيم
و نحتاج لإعادة محاسبة و تهيئة جديدة .....
أظنكم عرفتم ماذا أعني ببستان ملآن بأشجار و ثمار ....


: بستاني و بستانكِ أختي و بستانك أخي في الله هو بستان كل واحد منا ...



: ...
ذلك البستان هو اليوم و مايحويه من أشجار هي ساعات ذاك اليوم و ثمار أشجاره هي الثواني ... نعم الثواني و ليست الدقائق ...
فكل ثانية تمثل كنزا في حياة كل شخص يقدر معنى الثانية و قيمتها ...



:
كم من يوم أفقت من نومي أرى شجراتي (ساعاتي) .... و أسير بجانبها فترحل عني شجرة تلو الأخى (ساعة تلو الساعة) دون أن أستفيد بثمرة واحدة من ثمراتها (ثوانيها) ....
ماذا لو جنيت ستين أو مئة ثانية هذا ليس بشيء بجانب الآلاف من الثواني ........




:
كم من مرة ضاع مني بستان بأكمله
و كم من مرة ماتت ثمراتي
و كم من مرة رحلوا بلا رجعة
و كم من مرة سأتحسر على بساتيني الراحلة و أشجاري الذابلة ....



أظن لحظة الندم تلك قد قاربت ......................



رسالة لكِ يا نفسي لتراجعي حساباتك .... فأنتِ لا تعلمين ...
كم بستانا ستقابلين بعد هذه اللحظة ؟؟؟؟!!!!



:
رسالة لكِ يا نفسي لتراجعي حساباتك .... فأنتِ لا تعلمين ...
كم بستانا ستقابلين بعد هذه اللحظة ؟؟؟؟!!!!


: انتهى
: وبارك الله فيكم


منقول[left]

بارك الله فيك اخي

ومشكور عالنقل الرائع والمفيد

يعطيك الف عافية

مشكور على الموضوع
والله في الموضوع فايدة

مشكور على الموضوع الحلو

يسلمو اديك


تحياتي

يسلمو ع الموضوع الروعة