هذه القصة البسيطة كتبتها قبل عامين فأرجوا ان تنال اعجابكم
في يوم من الايام كنت جالسا انا وأمي وأبي نشرب الشاي ،ونأكل الحلوى ، فخطرت لي فكرة وهي ان اذهب الي بيت عمي أشرف إلى القدس ، وفعلا وافق ابي أن يبعتني ، ففرحت كثيرا ،لأنني كنت مشتاقا كثيرا لعمي واولاده ، وطلبت من امي ان تجهز لي حقيبة ملابسي ، وفي اليوم التالي منذ الصباح غادرت امريكا ووصلت المطار، كانوا جنود الاحتلال يحاوطون المكان ، ويفتشون الحقائب ،ويعاملون الناس معاملة سيئة للغاية ، على الرغم من ان الجواز الذي احمله امريكي الا انهم فتشوا حقائبي ، وكسروا لعبة ابنة عمي الصغيرة ، فكسروا قلبي مع تلك العبة البسيطة ، خرجت من المطار وركبت بسيارة طلب ، عندما كنا بالطريق رأيت شباب يحملون الحجارة ويرموا بها على جنود الاحتلال اما الجنود كانوا يرمونهم بالرصاص الحي ، مع ذلك فأنهم لم يستسلموا ويدافعوا عن وطنهم بكل قوة وجراءة .
كان يوجد اكثر من حاجز في الطريق ،وايضا كانوا يأخذون منا الهويات ،ثم وصلنا الي بيت عمي ، قال لي صاحب التكسة ، هذا هو البيت تفضل ،قلت له هل تريدني ان أنزل وأمر من بين هذا الشجار الذي يدور بين الشباب والجنود ، فقال لي صاحب التكسه حسنا سأوصلك الى المنزل ، ومرينا من بينهم بإعجوبة حتى وصلنا عند البيت فرأتني
زوجة عمي ،ففرحت كثيرا بمجيئي ،وقالت تفضل ياعمار ، فدخلت وسألتها عن اولاد عمي فقالت لي انهم في المسجد الاقصى يصلون ، انتظرت قليلا ثم جاءوا ، ولكن جاءوا وهم يحملون ابن عمي الكبير على اكتافهم ، لانه كان مصابا في رجله نتيجة شجار بينهم وبين جنود الاحتلال
فإنزعجت زوجة عمي كثيرا وعيناها ملئتهما الدموع ، ولكن الحمد لله شفي ابن عمي من جرحه ، مع ذلك لن يستسلم .
عندما رأيت الفوضى قررت ان ارجع من حيث اتيت ،لكن اصر ابن عمي بإن ابقى عندهم وقال لي في الصباح
سوف نذهب الى المسجد الاقصى كي نصلي هناك ، وفعلا ذهبنا منذ طلوع الفجر ، قاموا جنود الاحتلال بمهاجمة
المصلين وقتلوا الشيوخ والشباب والاطفال الابرياء، والحمدلله نجوت انا وابن عمي ،ولم يلحق بنا أي اذى ورافقت ابن عمي الى مكان يحوي كثير من الصور للأطفال الشهداء الذين لم يبلغوا سن العاشرة .
بعدئذٍ غيرت رأيّ وقررت ان ابقى بفلسطين
ماهذا الاجرام الذين يقومون به !!!!! نحن بإمريكا لا نعلم عن شئ يحدث هنا
قلت لإبن عمي هل تعلم ماذا فعلوا بإمريكا عندما علقت قطة في مصعد كهربائي
انهم احضروا الامن والنجدة ، وهنا يقومون بقتل الاطفال الابرياء والشباب والشيوخ ، ويدمرون البيوت ويهدمون المساجد ،إن هذا مؤلم جدا ، سأقوم انا عندما ارجع الى امريكا بفضح اعمالهم وانشر صورهم على الانترنت ، وهم ويقتلون ويعتقلون الشباب والاطفال والشيوخ ، لكي يعلم جميع العالم ماذا يحدث ويجري
بفلسطين.
عندما وصلنا الي البيت قال حسين لامه لماذا لم تحضري لنا العشاء يا أمي ؟ قالت له ان اليهود اغلقوا الطرق ولم استطيع ان اشتري لكم طعام ، فنمت انا واولاد عمي بلا عشاء .
وفي منتصف اليل استيقظت ابنة عمي وهي تصرخ بأعلى صوتها وهي مذعورة ، انها رأت منام مخيف
رأت جنود الاحتلال يحبسونها بمكان مظلم وممخيف ويتقهقرون فوق رأسها بصوت عالي وترى ان كل الابواب مقفلة
فقال عمي سوف اصطحبها الى المشفى في الصباح لأن حرارتها مرتفعة ، وفعلا اصطحبها منذ الصباح .
كانوا الجنود لااسرائليه يتعرضون للمارة ، قالوا لعمي ارجع من حيث اتيت ، قال لهم اريد ان اصطحب ابنتي الى المشفى ، لم يوافقوا ودفعوا عمي بقوة ، لكن اصر ان يمر ،فقاموا الاوغاد باطلاق الرصاص علىشذى الطفلة الحساسة فأستشهدت في مكانها ،فصرخ عمي بأعلى صوته وحملها وجاء بها الى البيت
عندما شاهدتها زوجة عمي اغشي عليها من تلك الصدمة ، فبكيت عليها كثيرا وبدأت بالصراخ
فلم اتخيل انني لا استطيع رؤية شذى مرة اخرى ، والمسكينة زوجة عمي عيناها لم تشاهدان النوم
بعد تلك الحادثة .
ورغم ذلك لن نستسلم وستعود لنا بلادنا ان شاء الله ، بالمقاومة والدفاع عن تراب هذا الوطن الغالي
حتى لو سقطنا شهداء اما نعيش حياة كريمة او نموت
يااقصى لا تهتم حنا نفدديك بدم
جينا نفدي بأرواح جينا تنزيل الهم.