عندما اقتربت ايام شهري المنصرم من الانتهاء قلت حان الموعد واقترب
غدوت في كل ليلة احلم بهم واقول في نفسي ما هي الا ايام وارى وجوههم واشعر بقلوبهم
قال لي نهاية الاسبوع نسافر قلت يالها من ايام طويلة تلك واحتسبت وصبرت وهي ايام نضيفها الى قائمة ايامنا وباتت الاحلام اكثر قرباوقوة
وانا اريد وانت تريد والله يفعل ما يريد
واذ بسفرنا في الثلاثاء بدل الجمعة ركبت الطائرة وكالعادة لا اسمح لقلبي ان يفرح حتى اسمع من كابتن الطائرة اننا في مطار دمشق الدولي
وسمعتها وحق لقلبي ان يفرح اردت ان انزل بسرعة وانهي اوراقي غير ان الروتين هو هو ومرت النصف ساعة وكانها ساعات واخذت ابحث عن حقائب مسرعة
لاخرج اليهم وبدات ارى اناس شتى ترمقني بنظراتها علني اكون غائبهم المنتظر اخذت احدق بالوجوه عن اخواتي امي اختي والقلب يدق شوقا ولهفة وعربتي التي ادفع غدت اقل ثقلا مما كانت ربما من لهفتي ضاع تعبي واخيرا رايته اخذني وقبلني كيف حالك اخي اين امي ومن بين الجموع رايتها تتثاقل في مشيتها مسرعة رغم كبر سنها قبلتها بحرارة نزلت اقبل يداها وكالعادة تسحبها منا لا تريدنا ان نقبلها رفعة لنا اعزها الله وادامها لنا
حملوا عني الاولاد والحقائب والهموم لقد عادت الطيور المهاجرة الى اعشاشها رغم انها ايام قليلة هي غير انها عشي المفقود في غربتي
اخذت ابكي لا اعلم لماذا بكيت وانا اخفي دموعي عنهم ربما حزن على نصفي الاخر الوحيد ربما شوقا وحبا واحتراما له لمن احترم شوقي واعطاني هذه الايام وهي من حقه
واخذت ابكي لما قدر لقلبي هذا الشتات ان وجدت الاهل ضاع الحبيب وان وجدت الحبيب بعدت عن الاهل
غير ان نسمات ايمانية داعبت قلبي الحمد لله على ما قدر الله لي وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم
وبدانا مشوار صيفنا مع صحبتي الاحباب والخلان
لحظات صادقة مما شعرت احببت اشراككم بها