سنوات الضياع((مذكرات لاجيء))

]في سنوات الحروب خسرنا
وفي سنوات السلام خسرنا
خسائر تتلوها خسائر
وتضيق بنا السبل
فنتجنب السلام والحرب
ونبحث عن الضياع
نعيش سنوات الضياع
ونجرجر ببطء أقدامنا غبار حروبنا
وأشلاء الزيتون وقصص هزائمنا
صور قديمة تتجدد في ذكريات غد أمسنا
الجريمة أعيت صبرنا
فاقترفنا جريمة الوداع رغما عنا
من يودع من؟؟
ومن يقتل من؟؟
على عتبات وطننا المذبوح
ننزع وجوهنا
ونرتدي أقنعة تخنقنا
نسترق لحظات حزن من ذكريات الوطن
علها تذكرنا
ترجعنا
تخنقنا
تعتقنا
وطني أنا غريب !!!!!!!!
فحررني من قيود الغربة
لم أكن يوما لصا
ولا كنت مرتشيا
ولم أعتدي على طفل أو على زيتونة
ولا خافت حمائم الوطن يوما مني
بل كنت طيرا مذبوحا
أطير بنصف جناح أزور السحاب
واهبط بلهفة العشاق
لأشتم رائحة تراب الوطن
بطاقاتي كلها مزقتها تضاريس جديدة تجتاح الوطن
فهبطت الجبال
ونامت التلال
وأفرغوا السهول من أشجار اللوز والبرتقال
ذهب الجمال يا وطن الجمال
وبيع الحب وضاع الدرب
وانتهى عصر الكرامة
ودخلنا في دوامة
حين دفنوا الأبطال
وانتهى زمن القتال
.............................
ورحلت ملتحفا بعباءتي وذاكرتي
أتصفح خريطتي
وأتابع نشرة الاخبار باحثا عن عائلتي
عن قريتي الصغيرة
عن وجوه أشتاق لنورها
عن أمسيات جمعتني
ولحظات مزقتني
أنا التائه تحت سماء أعرف أن امتدادها يوصلني لسماء قريتي
كانت غلطتي
أضعت فرصتي
وفقدت قسمتي
وها أنا الآن أتعرى من عباءتي
وأمسك مفتاح بيتي
منتظرا خبرا آخرا في النشرة الجوية
يخبرني أن تضاريس فلسطين عادت كما تركتها قبل ستين عاما
مرتدية ثوب الجمال[/size]