صاحبي !
ألا ترى تلك الشجرة ..
ليس تلك المثمرة ..
إنها التي بقربها ..
اليابسة الغصون ..
حولها الناس يجتمعون ..
كأنها من غرس المقبرة !
عجبي من تلك العجوز المعمرة
لا تبلغ عتبة الدار في بيتها
إلا بشق الأنفس المنقهرة
أتت إلى هذه الشجرة
تعلق شريط أمنياتها
علّ ابنها يرجع من البلاد المتطورة
ويا لبؤس ذلك الرجل..
إن رأيت منظره..
جاء يرتجي الشجرة .. بالقُبَل
امنحيني وليدا بعد عقم ٍ
أنت المكارم المنتظرة !
وشاب في سنيه المزهرة ..
ذبل كاصفرار الخريف ..
نحيف نحيف ..
بل أرق عودا من غصن تلك الشجرة ..
يكتب على قطعة القماش اسم حبيبته ..
التي تركته والريف ..
وتزوجت ثريا من المدينة المتحضرة..
أيُّ عناء بعد عنائهم يلقون ..
وأي أمنية بعدها يجدون..
وهم في الخرافة يعمهون..
يا صاحبي ألا ترى أن أماني الدنيا تشبه :
حال زوّار الشجرة ؟