الجزء الثاني لخاطرتي الغريبة

فأنا اعيش غريب وسأنتهي غريب مثل مسائي هذا ...مثل ملل شوارع القرية...مثل صمت طيورها ....مثل لهفة فقرائها ...مثل حزن ايتامها....مثل زهد شيوخها....مثل شموخ مآذنها ......مثل غربة مهاجريها.......
عذرا رفاقي ...لم أصلي العشاء بعد..سأذهب لصلاتي لقد نسيت نفسي وانا امسك قلمي....الوقت تاخر كثيرا ...سأضع قلمي هنا فوق فوضى ورقي ...واعد نفسي بغد اكثر اشراقا ....

هكذا انهيتها.......وسأكمل من مساء يومي هذا
مساء يغيب عنه قرص الشمس بروتينية اعتدناها.......فترمي السماء بظلالها على أوجاع الناس ...يحترف الناس في قريتي البسيطة الاوجاع....اكتب معلقا على احداث لم اشاهدها...ولكني احس بها
لا ادري هل اصبحت اشبه احلام مستغانمي في روايتها المشهورة ذاكرة جسد......أم ان للجسد ذاكرة أخرى تتجدد كل مساء......اتراني ذلك المعتوه خالد رسام بيد واحدة يرسم جسور مدينته في الجزائر ليربط بين بؤسه وذكريات جسده الذي شوهته الثورة.....لا شيء يصيرنا عظماء مثل الالم العظيم.....مقولة أخرى نرى أنفسنا فارغين من الالم لأننا لم نصبح عظماء......أجلس هنا مستاء من ضجيج سيارات القرية على حافة الرصيف اشاهد المارة ...يتمايلون بضحكات غير مدركيها....."أين انت يا وطني؟؟؟هل حقا أنا غريب؟؟؟"
لا لست غريب فأنا امتلك عقد ايجار ابدي في تراب وطني...أتعاقد مع السحاب كل موسم...وان تركتني السحاب اتعاقد مع السماء فالسماء ثابتة بزرقتها.......حتى في الليل يناوبها القمر والنجوم....هنا تكمن ثقتي بحقي في وطني
ألملم ظلالا لأناس قدموا ورحلوا.. لمغتربين شاءت بهم الاقدار ان يفقدوا سماء الوطن.....شاءت بهم الاقدار أن يتابعوا اخبارنا في الصحف الكاذبة.......تخدعكم الصحف أعزائي المغتربين...فنحن غير ما قيل عنا...ما زلنا نحرث الارض ونحصدها....ما زالت جرار الزيت ممتلئة.....ما زالت رائحة الزعتر تفوح في بيوتنا.....أشجار التفاح تثمر في موسمها.....لوز بلادي تخضر به الجبال....الشمس مثلما تركتموها مشرقة في موعدها.....عيون الاطفال كما تحبونها تحمل براءة الغد....نرى انفسنا والخير في عيونهم.....ما زالت أرغفة الخبز كبيرة...وقلوب الفلاحين كبيرة....ما زلنا نتغنى بمواسم الزيتون والحصاد.....يسقط شهداء كل يوم....ويولد أطباء ومهندسين وفلاحين وشيوخ ومؤذنين وقاطعي طرق....لسنا في مدن أفلاطون ...ولكننا بخير الحمد لله....حدثت تغييرات بسيطة في العملة...هل تهمكم النقود....ازدادت اسعار أشياء لم تكن رخيصة....ولكننا نستعيض عنها بنظرة أجدادنا نحو الافق...نحتمي من حرارة الوقت بإيماننا ....نفقد آلامنا برؤية اطفال يلعبون العابا كبرنا عليها من خيبتنا....فنمني النفس بعودتنا اطفالا حتى تليق بنا تلك الالعاب...فتشفق النفس علينا....فما فات مات....حسنا سنستغل واقعنا ونعيشه بقبحه وجماله ...بحكمته حتى لا نمني النفس غدا بذكريات اليوم


اسف ان كانت كلماتي غامضة .....فلقد اسميتها خاطرة غريبة
كتبتها بتلقائية لا اعرف سببها
ولكني مؤمن بقدرتكم على الربط بين تعابيرها وفهم ممغزاها

تقبلوا احترامي.....بكرة احلى

مشكور ويسلمو والله يجزيك الخير والله يخليك والله يبارك فيك
مش عارف ايش اقلك اكتر من هيك
عنجد يسلمو احمد
مع تحياتي

شوف الخاطرة بجنن
بس الصراحة جد متل ما حكيت غامضة
يمكن لانها نابعة من قلب مبدع متلك
واصل ابداعك وننتظر المزيد من ابداعك